مدونة د. سمير سليمان عبد الجمل


الانتخابات التشريعية الفلسطينية بين مطالب بإجرائها ومطالب بإلغائها بقلم: د. سمير سليمان الجمل

أ.د.سمير سليمان عبد الجمل | Prof. Dr. Sameer Suleiman Abed Aljamal


04/06/2021 القراءات: 3296   الملف المرفق


الانتخابات التشريعية الفلسطينية بين مطالب بإجرائها ومطالب بإلغائها بقلم: د. سمير سليمان الجمل
تاريخ النشر : 2021-04-27
الانتخابات التشريعية الفلسطينية بين مطالب بإجرائها ومطالب بإلغائها

بقلم: د. سمير سليمان الجمل

منذ أن صدر المرسوم الرئاسي بإجراء الانتخابات التشريعية في أيار من العام الحالي، والساحة الفلسطينية تعج بالتحركات والاستعدادات، حيث تشكلت القوائم الحزبية والقوائم المستقلة والتي وصلت في مجموعها 36 قائمة.

ظاهرة غريبة لم يسبق لها مثيل في المجتمع الفلسطيني، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على التعطش الشعبي الكبير للتغيير، وقد سبق هذا كله اجتماعات مكوكية بين الفصائل في عدة دول، كان آخرها في مصر، حيث اتفقت الفصائل الفلسطينية على إجراء الانتخابات من أجل إنهام الانقسام الذي ارق وارهق الشعب الفلسطيني على مدار 15 عام، واستفاد منها البعض، فلكل محنة ومأزق تجار يستغلون الوضع السيء.

وفي مفهوم الانتخابات انها تندرج ضمن التنافس الشريف بين القوائم الانتخابية المتعددة، وفعلا وبطريقة عكسية بدأ التنافس بين القوائم الانتخابية المتعددة حتى قبل بدء الدعاية الانتخابية بكيل الاتهامات وإبراز جوانب القصور والتقصير لعدد من القوائم الانتخابية، أي أن البوصلة انحرفت عن الهدف الشريف للسباق الانتخابي.

وفي خضم الاستعدادات، وفي خضم المنافسات، وفي خضم الأوضاع الاقتصادية والصحية والتعليمية والاجتماعية السيئة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، بدأ الحديث عن إمكانية تأجيل الانتخابات بسبب منع الاحتلال من إجرائها في مدينة القدس(درة وتاج فلسطين).

وهنا بدأت ترتفع أصوات عديدة منها من يؤيد التأجيل، وله ما يبرر، ومنها من يعارض التأجيل وله وجهة نظر في ذلك، وفي النهاية لا يعلم في القلوب الا الله.

ولكن هناك العديد من الأسئلة التي يجب أن تسأل:
-اليس كان من الأجدر والأفضل والأجمل أن تتم المصالحة وإنهاء الإنقسام قبيل إجراء الانتخابات؟ أيهما أفضل وأجمل وأحسن الدخول في منافسة شريفة أو الدخول في معركة انتخابية كما يصفها البعض؟

ألا ندرك ان المعركة تكون بين الأعداء، بينما المنافسة تكون بين الأشقاء.
-من ينادي بإجراء الانتخابات رغما عن الاحتلال: تنادون بإجراء الانتخابات، ولكنكم للأسف لا تطرحوا حلولا قابلة للتطبيق، فنحن نلايد حلولا منطقية وليس حلولا هدفها اطلاق الشعارات.

-هل المعركة الانتخابية كما يصف البعض سوف تؤدي الى الخروج بمجلس تشريعي قادر على خدمة الشعب المرهق، أم أننا سوف نشهد مجلساً تشريعيا مليئاً بالخلافات، يكون شغله الشاغل حل الخلافات والمخاصمات بين أعضائه وبالتالي وضع هموم ومشاكل الشعب على الرف لأنه لا وقت للاطلاع عليها حتى؟
- هل ما لم تستطع اللقاءات الماراثونية والمكوكية على مدار 15 عام إنجازه من مصالحة حقيقية بين أبناء الشعب الواحد، سوف يحققه المجلس التشريعي؟

كثيرة هي الأسئلة التي تدور في أذهان المواطن.
ومن باب المنطق والحل الوحدوي والذي لا يختلف عليه اثنين انه #لا انتخاب بدون القدس# وهذا لا يختلف عليه اثنين، رغم ان البعض يحاول ان يطرح حلولا مثل وضع الصناديق في المسجد الأقصى، ووضع الصناديق في بعض البيوت في البلدة القديمة، وهناك طرح بوضع صناديق الاقتراع في السفارات الأجنبية، وللعلم السفارة تعتبر ارض للدولة صاحبة السفارة للذين ينادون بذلك، وغيرها من الحلول التي ربما تكون مقبولة نظرياً، ولكنها غير مقبولة عمليا لأن الأمر لايتعلق بوضع الصناديق بقدر ما يتعلق بالأمر السياسي، وعروبة القدس ورمزيتها.

-وكما يقال الاختلاف لا يفسد للود قضية، وحتى إن اختلفنا مع بعضنا فلا يجب أن نكون سيوفا على رقاب بعضنا.
وفي ظل هذا وذاك، وفي حال تقرر تأجيل إجراء الانتخابات، وجب الآتي:

1. الدعوة الى حوار وطني شامل يضم كافة الفصائل، والشخصيات الأكاديمية والاقتصادية والسياسية وحتى العشائرية للخروج بميثاق شرف يحافظ على الثوابت.

2. تشكيل حكومة وطنية، تعمل على التحضير لإجراء الانتخابات في مدة زمنية محددة.

3. إعادة هيكلة هيئة مكافحة الفساد، بحيث تضم في مجلس إدارتها شخصيات وطنية ذات كفاءة ونزاهة، ومنحها صلاحيات واسعة لمحاربة الفساد والفاسدين.

وهناك الكثير من النقاط التي يمكن بورتها لوضع الأمور في نصابها الصحيح.

بالوحدة والتلاحم والتعاون نحقق الأهداف.
رابط الموضوع https://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2021/04/27/538370.html


الانتخابات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع