الذكور في المجتمعات الأنثوية: معاناة في الظل: الجزائر في قلب حرب بين الجنسين
سفيان خلوفي | soufyane kheloufi
22/01/2025 القراءات: 5
في كثير من المجتمعات ذات الطابع الأنثوي البارز، مثل الجزائر، يواجه الذكور تحديات خاصة قد لا يتم الالتفات إليها بسهولة. رغم أن الخطاب العام يركز غالبًا على قضايا المرأة، إلا أن هناك جانبًا آخر من المعادلة يتمثل في الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الذكور في بيئة تفرض عليهم أدوارًا صارمة وتحديات غير مرئية.
وفي بعض الحالات، قد يجد الذكور أنفسهم في موقف غير متكافئ أمام القوانين، خاصة في قضايا الأسرة مثل الحضانة والنفقة. في الجزائر، غالبًا ما تمنح الحضانة للأم بشكل تلقائي، ما يجعل بعض الآباء يشعرون بالحرمان من دورهم في تربية أبنائهم.
تُعتبر الذكورة في المجتمعات المحافظة مرادفة للقوة والقدرة المالية، مما يضع الذكور تحت ضغط مستمر للنجاح وتوفير مستوى معيشي مرتفع. هذا التوقع الاجتماعي يجعل من الصعب على بعض الشباب تحقيق طموحاتهم الشخصية بعيدًا عن هذه المعايير المفروضة.
ومن النادر أن يُعبر الذكور عن مشاعرهم أو يطلبوا المساعدة النفسية، نظرًا للوصمة المجتمعية التي تربط بين العاطفة والضعف. في بيئة تعتبر الذكر "عمود البيت"، فإن أي تعبير عن الضعف قد يُقابل بالسخرية أو التجاهل، مما يؤدي إلى كبت المشاعر وزيادة معدلات الاكتئاب والانتحار بين الذكور.
في بعض المجالات، وخاصة تلك التي تتطلب تواجدًا نسائيًا بارزًا مثل التدريس في المرحلة الابتدائية أو بعض الوظائف الإدارية، قد يُفضل توظيف الإناث على الذكور، ما يجعل المنافسة في سوق العمل أكثر صعوبة للذكور.
التحديات في العلاقات العاطفية والزواج:
مع تزايد متطلبات الزواج وارتفاع سقف التوقعات المالية والاجتماعية، يجد الكثير من الشباب صعوبة في الزواج أو بناء علاقات مستقرة. في مجتمع تزداد فيه تكاليف المعيشة، يصبح الزواج عبئًا ماليًا بدلًا من كونه استقرارًا عاطفيًا واجتماعيًا.
ولا يعني الحديث عن تحديات الذكور إنكار معاناة الإناث أو الانتقاص من حقوقهن، بل هو دعوة لخلق توازن اجتماعي حقيقي يراعي احتياجات الجميع. إن بناء مجتمع صحي يتطلب الاعتراف بجميع المشاكل دون تحيز لجنس على حساب الآخر، لأن العدل لا يعني تفضيل طرف على آخر، بل إعطاء كل فرد حقوقه دون تمييز.
ما رأيك؟ هل تعتقد أن معاناة الذكور تستحق اهتمامًا أكبر في المجتمعات الأنثوية؟ شارك برأيك في التعليقات!
ذكور، إناث، جنسين، الجزائر، مجتماعات
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف