مدونة الأستاذ الدكتور لخضر بن الحمدي


التجديد: ضرورة ملحة وحتمية تاريخية

أ.د لخضرحمدي لزرق | Dr.lakhdar ben hamdi lazreg


01/08/2023 القراءات: 1058  


يقول المفكر اللبناني رضوان السيد: إنّ التغيير المجدي هو الذي يتّخذ سِماتٍ راديكالية، أو ما صار يُعرف بتغيير رؤية العالم، ما عاد التجديد الفقهي كافياً، بل لا بد من تغييرٍ في الجوانب الاعتقادية والتصورية، يتناول التفكير في أصول الدين ومصادر المعرفة الدينية، والقراءة النقدية للتجربة الدينية والحضارية عبر العصور، واستشراف احتياجات المسلمين الحاضرة والمستقبلية، العالم الهندي شِبْلي النُّعماني تحدَّث في كتابه: علم الكلام الجديد (1902) عن اجتراح علم كلام آخر، إذ الحلّ ليس في إلغاء علم الكلام أو البحث الاعتقادي بسبب جموده وفشله، أي وقف التفكير في الدين؛ بل المخرج في التجديد التصوري للدين ووظائفه وعلائقه بالعالم وجمهور المسلمين. وهو الأمر الذي تابعه محمد إقبال في كتابه: تجديد التفكير الديني في الإسلام، في عشرينات القرن العشرين.
إنّ المطلوب إذن هو التجديد وليس الإصلاح، فالإصلاح ما أوقف الثوران ولا حال دون الانشقاقات، والتجديد يقتضي براديغماً آخر يضع الدين والتدين في السياقات المعاصرة؛ التي تقتضي نظراً جديداً في ماهية الدين ووظائفه وأساليب عمله وإعماله، دون افتياتٍ ولا تعسفٍ أو تجاهُل.
ما هي وظيفة أو وظائف علماء الدين ومؤسساته في التفكير الجديد؟ إنّ على أهل العلم الديني المضيّ فيما أسميه: التأهُّل والتأهيل، وهما أمران يقتضيان وعياً جديداً وإحساساً بالرسالة والمسؤولية: الإحساس الرسالي بضرورات حفظ الدين من خلال تجديده، والوعي بالمسؤولية التي تفرض معارف عصرية، واطّلاعاً على تجارب الأديان والثقافات الأخرى.
سيحدث التجديد بسبب ضرورته، للإنسان وحياته في هذا العالم. وهذا هو شأن المسلمين اليوم، وهذه هي أولوياتهم لاستعادة السكينة في الدين، وتجديد تجربة الدولة الوطنية، وتصحيح العلاقة بالعالم.


الفكر الديني، تجديد راديكالي، العلاقة بالعالم، الدولة الوطنية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع