مدونة الدكتوره ساره مطر العتيبي


قوانين جديدة للسعادة المنشوده

دكتورة ساره مطر العتيبي | Dr/Sarah Motter ALOtaibi


07/12/2019 القراءات: 3149  


قوانين جديدة للسعادة
يظهر لنا بين الفينة والأخرى قوانين جديدة للسعادة ، ينبهر الناس فيها ويلهثون خلفها دون تمعن ، فهل يا ترى هي السعادة التي ينشده كل مسلم ، أم هي تلميع لمخلفات ديانات فانية ، أعادها الجهال بثوب جديد .
هل نعذرهم لجهلهم ، أم نلومهم لا صرارهم على حب الظهور والشهرة وكسب المال على حساب الدين القويم .
ومن هذه القوانين الدخيلة على معتقدنا ، قوة سحرية تجلب السعادة المادية للانسان بشرطين :
1: أن يفكر بهذه السعادة المادية طوال يومه بلا انقطاع ، بل يجب علية التيقن أنها واقعه لا محالة .
2: يستشعر طوال وقته وهو يفكر بهذه الفكر ( فكره السعادة المادية مهما كانت ) بالامتنان والايجابية ، ويخلص من كل شخص بائس حزين يشكوا حاله ، بل يتخلص ممن أي انسان واقعي يرى أن الافكار والاحلام بلا عمل أو بعمل قد تتحقق وقد لا تتحقق ، يريد فقد أن يؤكد أنه صانع مستقله وسعادته المادية على اليقين لا بد وحتما أن تحصل . ويحيط نفسه بعبارات ورسومات وصور وافلام تذكره بفكرته حتى لا يفتر أو ينسى ذكرها .
المآخذ الشرعيه على هذه القوانين:
1: هنالك فرقة قديمة ضلت في باب القضاء والقدر ، تعتمد على أن الانسان هو يصنع قدره ، من نجاح وفشل ، وأن الله عز في علاه لا يعلم إلا بعد وقوع هذا الأمر ، وهنا يلتقي أصحاب فكره قوانين السعادة مع هذه العقيدة المنحرف ، فالامر يقدح في أركان الإيمان .
2: كيف لي أن ابعد من حياتي كل مبتلى حتى لا يؤثر في السعادة الوهميه المنشودة ، هل ابتعد عن منبع السعادة ( فاشد الناس بلاء الانبياء ثم الذين يلونهم ....) ، كيف وأهل البلاء والصبر عليه وعدوا بالدخول للجنان من غير حساب ولا عقاب ،قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (الزمر 10) بل بشرهم فقال تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة 155] ، وكيف اربي نفسي واطوعها على ترك الملذات وانا لا ارى إلا ملذات ، ولا اعتبر بمن فقدها .
3: كثرة الامتنان للنفس وأنها تستحق وتستحق ، يعزز( الأنا ) ألا يذكرنا هذا بصاحبه الأنا اولى {قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ } ( الاعراف : 12)
4: ربط الانسان بالملذات الدنيوية كأن الحياة الدنيوية أبدية ، وهذا يعارض الفكر الاسلامي الذي يربط الانسان بالحياة الأخرويه ، وأن الانسان وجد في الدنيا لهدف {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (الذاريات :56 ).
5: الراحة من الهموم والسعادة أرشدنا لها نبي الرحمة ليس منها الإحاطة بكل ايجابي وسعيد فقط ، قال رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : "يا بلالُ، أَقِمِ الصَّلاةَ، أَرِحْنا بها"، أي: ارْفَعْ أذانَ الصَّلاةِ وأَقِمْها؛ لِنَستريحَ بِها، وكأنَّ دُخولَه فيها هو الرَّاحةُ مِنْ تَعَبِ الدُّنيا ومَشاغِلِها؛ لِمَا فيها مِنْ مُناجاةٍ للهِ تعالى وراحةٍ للرُّوحِ والقَلْبِ.
6: وهذه القوانين في أغلبها تدعوا للتواكل لا التوكل الذي يستلزم العمل .
7: ويجب أن توقن أنك لن تنال السعادة المجردة من كل نكد إلا في الآخرة ، أما الدنيا فسوف تسعد وتحزن تلك هي حكمة الله عز وجل في خلقه ، قال تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ } ( البقرة : 155)
8: وأخيرا مصدر تلك القوانين لمى يعتم عليها ، لما لا يصرح بها ، لما التدليس على الناس وبخاصة غير المتخصصين في العلم الشرعي .
الدكتورة : ساره العصيمي
[email protected]


السعاده


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع