مدونة احمد عمران كرواط


اهمية التجارة في الخدمات الدولية

احمد عمران كرواط | Ahmed Omran Karwat


19/09/2020 القراءات: 2777  



تجاوزت تجارة الخدمات تلك الأَهمية التي كانت تحظى بها تجارة السلع باعتبارها المصدر الرئيسي لثراء الدول، وأَصبحت تحتل أَهمية بالغة في اقتصادات الدول، والمبادلات التجارية الدولية، فقد تبرز أهميتها من خلال ما أَشارت إِليه (كارولين فرويند) مديرة الاقتصاد الكلي والتجارة العالمية والاستثمار في مجموعة البنك الدولي إِلى "أَن الخدمات تمثل العمود الفقري للتجارة العالمية، وفي ظل زيادة انتشار مرونة التوريد على مستوى العالم، فإِن جودة الخدمات في دولة ما يمكنها من تحديد إمكانية مشاركتها في الاقتصاد العالمي من عدمها". ووفقا لبيانات البنك الدولي في عام (2001) بلغت قيمة صادرات السلع الدولية حوالى (5,975 مليار دولار) لترتفع في عام (2002) الى (6,200 مليار دولار) أي بنسبة زيادة قدرها (3.76%) اما صادرات الخدمات الدولية بلغت حوالي (1,694 مليار دولار) لترتفع إِلى (1,852 مليار دولار) بزيادة قدرها (9.36%) لنفس الفترة، ما نتج عنها تطور مساهمتها في إِجمالي الصادرات الدولية من (22%) إِلى (23%) على التوالي، أتوقع ان سبب الزيادة يعود الى بداية تبني تجارة الخدمات الدولية تحت اتفاقية دولية متعددة الأطراف اسمها اتفاقية (GATS)، وفي عام (2008) وصلت صادرات السلع إِلى (15,862 مليار دولار) لتنخفض في عام (2009) إِلى (12,295 مليار دولار)، بنسبة تراجع قدرها (22.4%)، بينما وصلت صادرات الخدمات إِلى (3,864 مليار دولار) لتنخفض إِلى (3,594 مليار دولار) لنفس الفترة، أي بنسبة تراجع مقدره بحوالي (6.98%) لترتفع حصتها في إِجمالي الصادرات الدولية إِلى (22.6%) بدلا من (19.5%) يعتقد ان السبب يعود إِلى نسبة انخفاض صادرات السلع تفوق نسبة انخفاض صادرات الخدمات نتيجة الأَزمة المالية (2007-2008). وفي عام (2018) بلغت صادرات السلع (19,251 مليار دولار) لتنخفض في عام (2019) إِلى (18,726 مليار دولار) أي بنسبة انخفاض قدرها (3%)، في حين ارتفعت صادرات الخدمات من (5,982 مليار دولار) إِلى (6,093 مليار دولار) بنسبة زيادة قدرها (2%) تقريباً لنفس الفترة، الامر الذي زاد في مساهمتها في إِجمالي الصادرات الدولية من (23.7%) إِلى (24.5%)، حيث تعزي هذه الزيادة إِلى هبوط صادرات السلع، وصعود صادرات الخدمات، بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الامريكية والصين التي نجم عنها تباطؤ في النمو الاقتصادي للكثير من الدول المقدمة، والنامية. اعتقد بأَن الأَهمية سوف تتضاعف في السنوات القادمة عن طريق التوسع في عالم التكنولوجيا والاتصالات اللتان كشف مؤخراً عن تقنية الجيل الخامس (5G) الذي ستفتح الأبواب أَكثر أَمام أتمته معظم الخدمات مثل: (الاتصالات – التوزيع – المالية – الصحة – التعليم - الترفيه – النقل... وغيرها) من خلال سلوك الذكاء الاصطناعي التي تتسم به البرامج الحاسوبية لمحاكات القدرة الذهنية البشرية، وخير دليل على ذلك، تصريح نائب رئيس شركة (Avaya) الشرق الأَوسط وافريقيا وتركيا، (فادي هاني) في لقاء خاص مع قناة (CNBC) عربية، "اطلقنا مشروعاً مع (بنك المشرق) لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين مستوي خدمة العملاء عن طريق تزويد الروبوتات بخاصية التحدث معهم، ومعرفة كيف يطلب العملاء الخدمات"، وبالإِضافة إِلى ذلك إِطلاق العملات الرقمية الجديدة مثل (بتكوين- الايثريوم – ليبرا...وغيرها) التي تهدف إِلى تحرير المعاملات المالية من أَجل تقليل تكاليف التشغيل وزيادة الكفاءة الإِنتاجية.


صادرات السلع الدولية - صادرات الخدمات الدولية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع