اضطراب أو كرب ما بعد الصدمة
أ. د سومة أحمد محمد الحضري | Prof. Dr. Soma Ahmed Mohamed Elhadary
15/03/2022 القراءات: 2758
كثيراً ما نسمع من الآخرين لماذا لا يتعافى ويعود لحياته الطبيعية سريعاً بعد تعرضه لصدمه رغم مرور مدة على الحدث الصادم كموت عزيز أو قريب أو فراق حبيب وغيره فنقول له إن الأمر له جذور نفسية ، يوجد في علم النفس والطب النفسي ما يسمى اضطراب أو كرب ما بعد الصدمة ويتضمن عدة مراحل يمر بها الإنسان بعد الحدث الصادم تسمى مراحل الصدمة وهي خمس مراحل وفق نموذج الطبيبة النفسية السويدية اليزابيث روس الذي ذكرته في كتابها الصادر عام 1969 بعنوان عن الموت والوفاة والتي أطلقت عليها مراحل الحزن الخمسة وهي :
المرحلة الأولى: الإنكار - وهي حيلة دفاعية ( دفاع مؤقت للفرد) وتعني أن ينكر الفرد الحدث الصادم ويسيطر على تفكيره أنه بخير والأمور على ما يرام وأن هذا لا يمكن أن يحدث له.
المرحلة الثانية: الغضب - ويأتي بعد أن يدرك الفرد أن الإنكار لا يمكن أن يستمر فإلى متى؟ فتنتابه ثورة من الغضب ويكون لسان حاله ما حدث لي ليس عدلاً ، ولما انا بالذات يحدث لي ذلك .
المرحلة الثالثة : التفاوض أو المساومة وفيها يكون الفرد على استعداد للتضحية بالغالي والنفيس في سبيل تأجيل الفقد أو الموت أو الفراق ويكون لسان حاله على استعداد للتضحية بأي شيء في سبيل أن لا يتركني أو يعود لي وأحياناً يصل به الحال للتفاوض مع الله سبحانه وتعالى جل وعلا.
المرحلة الرابعة : الاكتئاب - وفيها يصل الفرد لمرحلة الإدراك والفهم أن الموت أمر حتمي لابد منه مهما فعلنا لمنعه فلقد رحل من رحل ولن يعود ثانية فلماذا أعيش أو استمر في الحياة بعده وتنتابه حالة من العزلة والحزن ومن الحقائق الثابتة أنه مهما فعلنا في سبيل ابهاج هذا الفرد واسعاده فلابد أن يمر بهذه المرحلة الحتمية.
المرحلة الخامسة : التقبل - وهي الاستسلام واليقين بالأمر الحالي وأن ما حدث حدث وانتهى ولابد أن أتقبله واتعايش معه وأكمل الطريق فلا جدوى من المقاومة ولابد أن أنظر لما هو آت وهذه هي المرحلة الأخيرة في نهاية الصراع مع الصدمات بأنواعها المختلفة.
ولنكن على يقين أن طول أو قصر مدة هذه المراحل تختلف من شخص لآخر فلكل منا جهاز مناعي نفسي تختلف قوته وشدته وهشاشته وضعفه من فرد لآخر ومن ثم تختلف مدة مقاومته للصدمات.
مراحل الصدمة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع