مدونة عبدالحكيم الأنيس


رؤوس أقلام (منوعات في العلم والأدب) (187)

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


12/06/2024 القراءات: 14  


-الأمل بالله:
لمّا توجّه ابنُ النحوي صاحبُ (المنفرجة) إلى الحج كتبَ هذين البيتين وأمرَ أهله بوضعهما في وسادته:
إنَّ الذي وجّهتُ وجهي له ... هو الذي خلَّفتُ في أهلي
فإنه أرفقُ مني بهم ... وفضلُه أوسعُ من فضلي
عماد الجيزي.
***
-كلمتك في الملتقيات:
من المهارات الغائبة حسنُ تقديم المشاركة في الملتقيات من مؤتمرات وندوات، ومثل هذا جدير أن يُكتب فيه، وأن يتناول في الدورات والتدريبات.
***
-التميس:
التميس خبزٌ أفغاني، معروفٌ في بلاد الخليج، وأخبرني د. بدوي عبدالصمد الطاهر أن أستاذًا سودانيًّا كان يعلِّم العربية لغير الناطقين بها في مكة قال فيه أبياتًا مطلعها:
ضُروبُ الخبز أفضلُها التميسُ ... فمِنْ ولعٍ بهِ نفسي تميسُ
***
-تحريف غريب:
جاء في "الذيل على المحاضرات والمحاورات" المنسوب إلى السيوطي (وليس له) (ص: 97): "ليس المروءة استحياء المرء نفسه".
وهذا عكسٌ للقول وتحريفٌ له، والصوابُ كما في كتاب "التمثيل والمحاضرة" (ص: 421): «[قال] أرسطاطاليس: المروءةُ ‌استحياءُ ‌المرء مِن ‌نفسه».
فقد حُذف (أرسطاطا)، وبقي "ليس" فانقلب القولُ. وسكت محققُ "الذيل" المذكور وهو الدكتور يحيى الجبوري رحمه الله.
***
-متن العقيدة:
هذا كتاب في علم الاعتقاد كتبه الأستاذ الدكتور الشيخ محمد بن عياش الكبيسي، وراجعه أستاذان أيضًا نُص عليهما في آخر المتن، وسُمّي متنًا على عادة العلماء السابقين في تسمية أعمالهم بالمتون والشروح والحواشي.
وهذا الكتاب خلاصة موفقة تناول مسائل الإلهيات والنبوات والسمعيات، بإيجاز غير مخل، واستدل لتلك المسائل بأدلة نقلية وعقلية، وأعطى تصورًا عامًّا عمّا يلزم المسلم اعتقاده والتحلي به، ونبّه على أخطاء في التصورات، وخطايا في السلوك، وقد كُتب بوعي شديد لأحوال المسلمين وغيرهم في هذا العصر، وميز بين درجات الاعتقاد، وحذر من الابتداع والغلو والتمييع، كل ذلك بلغة سهلة مفهومة للقراء على اختلاف طبقاتهم، وقد جاء هذا الكتاب السهل النافع بعد اختصاصٍ ومعاناةٍ وخبرةٍ طويلةٍ في مجال النظر في علم العقيدة وعلم الكلام.
قرأتُ هذا المتن في جلسةٍ قراءة تأمل وإنعام، وأقترح إقامة دورات في مدارسته والتعليق عليه، وترجمته إلى اللغات الشائعة.
إن الناظر في عقائد الناس وسلوكهم يجد مظاهر كثيرة فيها حاجة إلى التصحيح والتنقيح والتوضيح.
جزى اللهُ تعالى الأخ الكريم الأستاذ محمدًا خير الجزاء على ما قدَّم وعلَّم، ووضَّح ونصح. وحبذا أن يخرج منه نصًّا (متنًا) من غير استدلال، على طريقة الطحاوية وغيرها.
حرَّر المؤلفُ هذا المتن يوم عرفة سنة (1443)، وصدر عن دار الأصالة في إسطنبول سنة (1444).
تنبيه: جاء في (ص: 34): "أما الوعد فهو اما ينتظر المؤمنين". والصواب: "فهو ما".
***
-سهل لا شهاب ولا حسين:
سهل بن عبدالله التستري من العباد الزهاد المعروفين، وقد يتحرف اسمُه:
-جاء في "الفوائد المنتقاة والغرائب الحسان عن الشيوخ الكوفيين" التي انتخبها الحافظُ الصوري (تحقيق: أ. د. عمر تدمري، دار الكتاب العربي ببيروت، ط1 (1407ـ-1987)، (ص: 72): " سمعتُ أبا المفضل محمد بن عبدالله بن المطلب الشيباني يقول: سمعت عبدالكريم بن كامل بن روح الصواف يقول: سمعت شهاب بن عبدالله ‌التستري يقول: الناس كلهم سكارى إلا العلماء، والعلماء كلهم حيارى إلا من عمل بعمله". ولهذا قال المحقق الكريم: "لم أجدْ له ترجمة". والصواب: سمعتُ سهل ...
-وجاء في "المقصد الأسنى في شرح الأسماء الحسنى" للديريني (ص: 36) "قال حسين بن عبدالله التستري: لم يتزين القلبُ بشيء أفضل من علم العبد أن الله يراه حيث كان". والصواب: قال سهل.
وهذا القول لسهل كما في "الإحياء" للغزالي.
***
-نقطة تغيّر المعنى:
جاء في "المقصد الأسنى في شرح الأسماء الحسنى" للديريني (ص: 13): "يُقال: حُسن الخلق ترك الطغيان في النعمة، وترك الشكوى في المحبة".
والصواب: ترك الشكوى في المحنة.
***
-القصد إلى الله:
هناك ثلاثة كتبٍ بهذا العنوان:
-القصد إلى الله للحارث المحاسبي.
-القصد إلى الله. نُسب إلى أبي القاسم الجنيد.
-القصد إلى الله للشيخ الفقيه الصالح العارف باللَّه طاهر بن زيان الزواوي القسنطيني نزيل المدينة المشرفة. جاء في «نيل الابتهاج بتطريز الديباج» (ص: 204): "أخذ عن الإمام القطب سيدي أحمد زروق وعن ولده الشيخ أحمد زروق الصغير وانتفع بهما، وله تآليف في التصوف كنزهة المريد في معاني كلمة التوحيد في ثلاثة كراريس، ورسالة ‌القصد ‌إلى ‌اللَّه في كراسين. توفي بعد الأربعين وتسع مئة».
وأمّا المنسوب إلى الجنيد فمَنْ نظر فيه علمَ أن هذه النسبة غير صحيحة، لأسلوبه في السرد والنقل، ولغته، ومضمونه، وأخطاء الشعر المذكور فيه. وفي «موجز دائرة المعارف الإسلامية» (2/ 432): «أما كتاب "القصد إلى الله" المنحول للجنيد فيشمل تنميقًا لقصة "معراج" أبي، يزيد».
وفي «تاريخ التراث العربي لسزكين - العلوم الشرعية» (4/ 135): "كتاب القصد إلى الله: يوجد في مخطوط لكنو، ويرى نيكلسون Nicholson ،Islamica 401 - 415 أن هذا الكتاب ليس من عمل الجنيد، ففيه نص مؤرخ منه 395 هـ، أي بعد وفاة الجنيد".
قلتُ: والأمر غير مقتصر على وجود نصٍّ مؤرخٍ بـ (395).
***
-معادن الغنيمة:
"قال المُحاسبيُّ: سألتُ أبا جعفرٍ محمد بن موسى، فقلتُ: أجمل حالاتِ العارفين ما هي؟ فقال: إن الحال التي تَجْمَعُ لك الحالاتِ المحمودةَ كلَّها في حالةٍ واحدةٍ هي المراقبةُ، فألزِمْ نفسَكَ، وقلبَك دوامَ العلمِ بنَظَرِ اللَّه إليك في حركَتِك، وسكونِك، وجميعِ أحوالِك فإنَّك بعينِ اللَّهِ عز وجل في جميعِ تقلُّباتك، وإنَّك في قبضته حيث كُنْتَ، وإنَّ عين اللَّه على قلبك، وناظِرٌ إلى سرِّك وعلانيتِك، فهذه الصفةُ، يا فتى، بحْرٌ ليس له شطٌّ، بَحْر تجري منه السواقي والأنهارُ، وتسيرُ فيه السُّفُن إلى معادنِ الغنيمة. انتهى من كتاب القصد ‌إلى ‌الله سبحانه". الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي الجزائري (2/ 161).
***


منوعات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع