عنوان المقالة:الأقليـات في الســـودان: الوثنيون والأقباط في ظل حكومة البشير/الترابي الإسلامية Minorities in Sudan: Pagans and Copts under the Islamists' Regime
البروفيسور د عبده مختار موسى | ِprof dr Abdu Mukhtar Musa Mahmoud | 2699
- نوع النشر
- مقال علمي
- المؤلفون بالعربي
- عبدهـ مختـار مـوسى
- المؤلفون بالإنجليزي
- Abdu Mukhtar Musa
- الملخص العربي
- يرى هذا البحث أن مسألة "الأقليات وحكومات الإسلاميين" بالنسبة للحالة السودانية تختلف اختلافا كبيرا عن بقية الدول العربية/الإسلامية. لأن الأقباط كأقلية لم يتم تمييزهم بالمعيار السياسي في الدولة بينما هم أقلية مندمجة اجتماعيا في المجتمع السوداني. ذلك لأن الأقباط لم يظهروا – أو يقدموا أنفسهم – ككتلة لها نشاطها أو مؤسساتها السياسية الفاعلة التي تميزها بوصفها جماعة لها وزنها وصوتها في المجتمع. فهم يعيشون في السودان كأقلية، متماسكة اجتماعيا، ولكن ليس كلاعب سياسي يمكن الحديث عنه كأقلية تطالب بحقوق سياسية أو مدنية. لأن الأقباط اكتسبوا صفة المواطن السوداني ويحملون الجنسية السودانية منذ أن استقر أجدادهم في السودان قبل عشرات السنين ويتمتعون بكافة حقوق المواطنة. الأقباط، على قلتهم (7000)، يتركزون في العاصمة وبعض المدن الكبرى، وهي مراكز حضرية يتوزع فيها الولاء على الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني – أي الانتماء يعبر عن حقيقة أنهم مواطنون في المدن وليس أقلية إثنية، وبالتالي ليس لهذا الانتماء – على أساس قبطي – أي أثر أو تأثير في ديناميكيات الحراك السياسي في المراكز الحضرية. وارتبط الوجود القبطي في السودان بوفودهم كتجار وليس لهم أي نشاط سياسي. كما أنهم لم يواجهوا أية مشكلة في التعايش في المجتمع السوداني لأن المجتمع السوداني بطبيعته متسامح وليس به تطرف ديني. أما الوثنيون فهم كتلة كبيرة في الجنوب وجنوب كردفان وجنوب ولاية النيل الأزرق. لكن تشكلت الهوية هنا على أساس عرقي أكثر من قيامها على أساس ديني (وهي فرضية تنطلق منها الورقة في هذه الجزئية). وشكلت هذه النقطة أساس الصراع بين هذه المكونات وحكومة البشير الإسلاموية. بمعنى آخر: تأثرت مسألة الهوية أو الانتماء بعامل آخر غير عامل الدين وهو العامل العرقي (الإثنية) حيث أن الوثنيين في السودان لا يتحركون باعتبارهم وثنيين بل على أساس الانتماء العرقي – بأنهم زنوج وأفارقة ومهمشين. ومن ذلك ظهرت مفاهيم مثل "الاستعلاء العرقي" و "الكتلة السوداء" وغيرها. فهذا الانتماء العرقي شكَّل الاحساس بالهوية الواحدة لأقليات جمعت مسلمين ومسيحيين ووثنيين كما هو الحال في جبال النوبة بولاية جنوب كردفان. تناولت هذه الدراسة هذه الأقليات (الوثنية) في ثلاثة محاور هي: الجنوب، جبال النُّـوبة والأقباط. وعمل البحث على تطبيق مفهوم الأقليات على الحالة السودانية. في ما يخص النوبة (في جبال النوبة) أوضح البحث أن المنطقة حظيت باهتمام عالمي من الباحثين وطلاب العلم وخاصة في مجال اللغويات والفنون والثقافة ولا سيما الأوربيين منهم بسبب التنوع في اللغات المحلية السائدة في المنطقة وارتباط بعضها بلغات أخرى في السودان أو أفريقيا كما يدور بحث متصل لتحديد أصل أهل المنطقة ما يزال مستمراً وخاصة صلة قبائل النوبة في الجبال بالنوبا (النوبيين) في شمال السودان وأيهما هاجر إلى الموطن الآخر وصلة ثقافات النوبة الحاليين بالحضارات القديمة فضلاً عن أنها تقع ضمن الحزام الذي يمتد من أثيوبيا إلى أفريقيا الوسطى عبر الأنقسنا والذي تتبناه الكنيسة لوقف المد العربي والإسلامي إلى داخل القارة الأفريقية. وقد اجتهد الاستعمار البريطاني في عزل هذه المنطقة من المؤثرات العربية/الإسلامية، لا سيما عبر الجنوب (قبل انفصاله). وقد تعرضت المنطقة إلى حملة تبشيرية إسلامية مكثفة على أيدي الإداريين الحكوميين والطرق الصوفية وبتأثير فئات الجلابة (التجار الشماليين) قادت إلى انتشاره بشكل غير متناسق ليشمل حوالي 75% من سكان المنطقة. ويلاحظ البحث أن النشاط التبشيري واللغة الإنجليزية والملامح الزنجية والشعور بالتهميش كلها عوامل أدت إلى بلورة عامل الهوية الذي جعل النوبة أقرب – وجدانياً وعقلياً – إلى الجنوب من الشمال. وتناول البحث الأقباط المسيحيين حيث شرح أصلهم وكيف ومتى دخلوا السودان من مصر، وكيف تعايشوا مع السودانيين المسلمين واندمجوا في المجتمع السوداني. وهناك توادد وتراحم بين الأقباط والمسلمين في السودان بصورة يندر وجودها في أي مكان آخر في العالم فقد طغت القيم السودانية على كل الاختلافات الدينية والطائفية. لذلك لا يمكن للمراقب أن يتوقع اية انفجار لأعمال عنف أو نزاعات بين المسلمين والأقباط في السودان. وعموماً يمكن القول الأقليات في السودان لا تعاني على أساس ديني، بل إثني.
- الملخص الانجليزي
- This research argues that the issue of "minorities under Islamic regimes" as applied to Sudan, does not cause any problem and differs from the other Arab/Muslim states. This is because the Copts, as a minority are not subject to discrimination on political base but they are rather a minority that has fully integrated in the society. The Sudan's Copts have actually not acted as a politically active group with distinct institutions in or with an independent voice in this connection. They live in Sudan as a minority that is socially coherent, but not as a political actor that can claim distinct political or civil rights. They have been enjoying the privilege of the Sudanese citizenship and identity since their ancestors settled down here for decades. Being a small minority (7000), the Copts in Sudan dwell in the capital and some other major towns. These are urban centers where people identify themselves not as minorities but rather as members in political parties or in civil society organizations. Moreover, the Copts in Sudan are active as merchants, not political activists. They have never encountered any problem pertinent to social interaction in the Sudanese society, which is characterized by tolerance and peaceful co-existence. With respect to Pagans, they constitute a sizable bloc in South Sudan (prior to secession), South Kordofan (the Nuba) and South of the Blue Nile State. However, here identity formed on ethnic basis rather than religious (it is the main hypothesis of this research). This point constituted the base for conflict between these communities and Gen. al-Bashir's Militant Islamist Regime (MIR). In other words identity has been impacted by another factor - apart from religion –, which is 'ethnicity'. Pagans in Sudan do not envisage themselves or act as pagans but on ethnic basis – African Negroid marginalized and discriminated on ethnic line. Consequently, such concepts as "ethnic superiority", "the black bloc" and the like, came up to the surface. Thus, ethnic belonging shaped the sense of belonging to one identity for minorities that combine Muslims, Christians and pagans, as it is the case with the Nuba in South Kordofan (Nuba Mountains).The study examined the pagan minorities as three categories: the South, the Nuba and the Copts. With respect to the Nuba, the research disclosed that they have been subject to international concern in the field of scientific research – particularly in the field of linguistics, folklore, arts and culture. Research efforts also included exploring the relationship of the indigenous people therein with other ancient African civilizations. The Nuba Mountains area had also been a stage for intensive Islamic missionary campaigns waged by governmental bureaucrats, the Sufi Tariqas along with the "Jallaba" (Sudanese Northern traders who). This had contributed effectively to the spread of Islam in the area, which was pre-dominated by Christianity and paganism. Consequently, about 75% of the population converted to Islam. The research notes that Christian missionary, the English language, the Negroid features of the Nuba, along with the sense of being marginalized, all have evoked a sense of belonging to the South and crystallized an identity for Nuba that – psychologically - evoked them to identify with the South more than with the North. It holds that no observer can assert or predict an outbreak of any violence or conflicts between the Copts and Muslims in Sudan. The research asserts that minorities in Sudan do not suffer under religious basis but rather under ethnic lines.
- تاريخ النشر
- 01/07/2012
- الناشر
- مركز المسبار للدراسات - دبي
- رقم المجلد
- 5
- رقم العدد
- 67
- رابط DOI
- www.mesbar.net
- الصفحات
- 23
- رابط الملف
- تحميل (0 مرات التحميل)
- رابط خارجي
- https://orcid.org/0000-0002-5927-8344
- الكلمات المفتاحية
- : الأقليات، الوثنيون، النوبة،الأقباط، المسيحيون، الإثنية، حكومة الحركة الإسلامية في السودان