نعم للصواب، نعم للخطأ، لا لتعمد الخطأ
سفيان خلوفي | soufyane kheloufi
31/01/2025 القراءات: 4
التعلم رحلة مليئة بالتجربة والخطأ، فمن دون الخطأ لا يمكن للإنسان أن يطور مهاراته أو يوسع مداركه. لكن هناك فرقًا كبيرًا بين قبول الخطأ كجزء من التعلم، وبين تعمد الخطأ أو الإصرار عليه. إن البيئة التعليمية المثالية هي التي تحتضن الصواب، وترحب بالخطأ، لكنها لا تقبل التهاون أو التجاهل المتعمد للأخطاء.
حين نقول "نعم للصواب"، فنحن نعني أن المعرفة الحقيقية يجب أن تكون واضحة، قائمة على أسس صحيحة. لا يمكن اعتبار كل رأي صحيحًا لمجرد أنه شائع، ولا يمكن قبول أي معلومة دون التحقق من صحتها. في المقابل، "نعم للخطأ" تعني أن التعلم لا يكون فعالًا دون التجربة، فالمتعلم الذي يخشى الخطأ لن يجرب، والذي لا يجرب لن يتعلم شيئًا جديدًا. الطفل الذي يتعلم المشي يقع مرارًا، لكنه لا يتوقف عن المحاولة، والباحث الذي يكتشف علاجًا جديدًا يمر بمئات التجارب الفاشلة قبل أن يصل إلى النجاح.
لكن ماذا عن تعمد الخطأ؟ هنا نقول "لا". لا لتكرار الخطأ ذاته بلا مراجعة أو تصحيح، لا لنشر الخطأ على أنه حقيقة، لا لتجاهل التصويب بحجة أن "الخطأ جزء من التعلم". التعلم الحقيقي يعني أن نخطئ، نعم، ولكن أيضًا أن نصحح، أن نتأمل أخطاءنا، أن نستخدمها كخطوات نحو فهم أعمق. لا يمكن للطالب أن يتحسن إذا ظل يكرر الأخطاء ذاتها بلا انتباه، ولا يمكن للمعلم أن يكون مؤثرًا إذا لم يوجه طلابه نحو التحليل والتصويب.
التعليم الفعّال ليس مجرد تلقين للمعلومات الصحيحة، بل هو تدريب على التفكير النقدي، وتعزيز للفضول العلمي، وإعطاء مساحة للخطأ، لكن بحدود. الحدود التي تجعل الخطأ تجربة بنّاءة لا حالة دائمة، والحدود التي تمنع التهاون أو الإهمال. في النهاية، لا أحد يتعلم من النجاح وحده، لكن التعلم من الخطأ لا يكون حقيقيًا إلا إذا قاد إلى الصواب.
التعلم، التعليم، المعرفة، المعلومات، الصواب، الخطأ، التكرار.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة