العنف الأسري، أسبابه، آثاره، وعلاجه - ج3
باحث / طه ياسين محمد الزيباري | Taha Yaseen Mohammad Zebari
23/01/2025 القراءات: 3
آثار العنف الاسري على المرأة بشكل نفسي
لا ريب أن العنف الأسري على المرأة يترتب عليه الكثير من الأضرار النفسية، والأضرار النفسية البدنية، فمن أبرز الاضطرابات والأضرار النفسية التي تتعرض لها المرأة الخوف المستمر من مواجهة أي من السلوكيات العنيفة، وقد يخالجها الإحساس بالذنب أو تأنيب الضمير حتى وإن لم يصدر منها فعل يستدعي ذلك، فقد تحس الزوجة بأنها السبب الرئيسي وراء صدور هذا العنف، وقد تحس باليأس كزوجة، وهناك أمراض نفسية وعضوية في آن واحد، أبرزها الأمراض الصدرية، مثل مرض الربو، بالإضافة إلى الأمراض العضوية الكثيرة التي قد تصاب بها المرأة من جراء العنف الأسري.
آثار العنف الاسري على الأبناء
1- التعرض للأمراض والاضطرابات النفسية المختلفة، كالقلق، والاضطراب.
2- السلوكيات العنيفة التي تصدر منه تجاه الآخرين ولاسيما في المدرسة، أي يصبح الطفل شخصية عنيفة.
3- الإصابات البدنية والجروح، وقد تصل في بعض الحالات إلى الإصابات الخطيرة.
4- التسرب المدرسي، فالطفل لا يميل إلى الذهاب للمدرسة، مما يؤثر على مستواه الدراسي وتحصيله التعليمي، وقد يصل الأمر إلى حد الرسوب.
5- يكبر الطفل ويكون أسرة يستخدم العنف أثناء تعامله مع أسرته كما حدث له.
6- قد يتعاطى الابن أي من المواد والعقاقير المخدرة للهروب من الواقع الذي يمر به.
7- الجنوح والانحراف والسير في طرق الجريمة والانحراف، والانضمام إلى أطفال الشوارع.
أهم أثار العنف الاسري
1- الآثار النفسية مثل القلق والاكتئاب والخوف
2- أثار جسدية مثل أمراض الصدر والربو
3- تشتت الأبناء وأصابتهم بالأمراض النفسية.
4- عدم قدرة الأبناء ان يكون أبناء صالحين في المجتمع.
5- تعرض الأبناء للانحراف.
6- سلوكيات انعزالية سلبية والميل إلى الوحدة، والعداء.
7- التبول اللاإرادي، بالإضافة إلى نوبات غضب، عدم احترام النفس.
8- التربية الخاطئة والانفعالات النفسية والانحرافات الأخلاقية.
9- وسائل الأعلام من خلال بثها لبرامج العنف.
10- تدني في المستوى التعليمي، والخوف الشديد في التعامل مع البالغين من الأشخاص المحيطين.
11- الإساءة الجنسية فيترتب عليها الإصابة بالتوتر، والاضطراب، والقلق الشديد.
علاج العنف الاسري
1- العودة إلى القانون الإلهي والشريعة الإسلامية السامية التي تمنح المرأة والأبناء كافة الحقوق والكرامة البشرية، والتي تكفل لهم الحماية والوقاية من كافة صور العنف، فمن ينظر في القوانين الوضعية التي وضعها الإنسان سوف يجد أنها عجزت عن منح المرأة والأطفال الحقوق كافة، ولم تتمكن من توفير الحماية لها، حتى وإن كانت هذه القوانين ترفع شعارات المرأة والطفولة، فما يطبق على أرض الواقع غير ذلك.
2- تطبيق القوانين الإلهية من جانب الجهات المسؤولة في الدولة وأولي الأمر، وتطبيق الجزاء الشديد على كل من يصدر سلوكيات عنيفة داخل الأسرة، حتى يشعر أفراد الأسرة بالأمن والأمان.
3- العمل على نشر التوعية الاجتماعية سواء بين النساء والأبناء أو في المجتمع العام الذي تنتمي إليه الأسرة بأكملها، حيث لابد من توعية وتعريف المرأة والأبناء بحقوقهم، وطرق الذود عنها، ونقل صوت المرأة إلى العالم باستغلال جميع قنوات ووسائل الإعلام المتباينة، وعدم التسامح مع كل من يجرؤ على سلب المرأة والأبناء هذه الحقوق.
4- العمل على نشر التوعية بين الذكور من خلال تعزيز وترسيخ ثقافة احترام المرأة وأنها تمثل نصف المجتمع بل في الحقيقة تمثل أكثر من ذلك بكثير.
5- إن الدور الكبير الذي يقوم به الإعلام بوسائله المتباينة سواء الوسائل المرئية أو المقروءة أو المسموعة، في نشر الكثير من الأفكار والثقافات إلى جميع المجتمعات، سواء كانت بالإيجاب أو السلب جلية للكافة، لهذا -لابد من نشر وتعميم تلك التوعية لتصل إلى هذه الوسائل حتى تؤدي دورها في تغطية هذه الأحداث وتسليط الضوء عليها.
6- يجب على جهات الرقابة في المجتمع تشديد الرقابة على شاشات التلفاز، للحيلولة دون عرض أي مشاهد يترتب عليها تعزيز ظاهرة العنف داخل نطاق الأسرة.
7- إقامة المؤسسات التي تأخذ على عاتقها مهمة تعليم الأزواج الجدد طرق التعامل السليم وكيفية التعامل بين بعضهم البعض، وبينهم وبين الأبناء مستقبلاً، ومراعاة الحقوق والواجبات المتبادلة بين الشريكين، وطرق تعامل الرجل مع المرأة حتى يصبح مصداقاً لوصايا النبي صل الله عليه وسلم في حق المرأة والأسرة.
8- تضمين المقررات والمناهج الدراسية بموضوعات حول خطورة العنف الأسري وآثاره على المجتمع، وأهمية تحرك الشخص الممارس ضده العنف لأخذ حقه، وعدم الرضوخ للعنف وللشخص الممارس للعنف.
9- تعزيز دور منظمات المجتمع المدني لتقوم بدورها في الكشف عن حالات العنف الأسري، واتخاذ كافة التدابير اللازمة لعلاج هذه الحالات، من خلال التواصل مع الجهات المسؤولة في الدولة، ومن خلال التدخل المباشر مع الأسرة، والقضاء على أسباب وعوامل العنف الأسري بها.
10- إنشاء مكاتب التوجيه والإرشاد الأسري في المجتمع للقضاء على هذه الظاهرة، من خلال توجيه النصح والمشورة للأسر التي تعاني من هذه الظاهرة.
الخاتمة:
ختاماً، فإن العنف الأسري ليس مجرد مشكلة فردية تقتصر آثارها على الأسرة فقط، بل هو قضية مجتمعية تستدعي اهتماماً واسعاً من الأفراد والمؤسسات على حد سواء. ولقد تناولنا في هذا البحث الأسباب التي تؤدي إلى تفشي هذه الظاهرة، بدءاً من الضغوط الاقتصادية وصولاً إلى المشكلات النفسية والاجتماعية، واستعرضنا آثارها الوخيمة التي تنعكس على الصحة النفسية والجسدية للأفراد، وكذلك على استقرار المجتمع. والدين الإسلامي يحث على الرحمة والمودة وينهى عن العنف الأسري، مع إعطاء المرأة حقوقها كاملة. يجب الابتعاد عن العنف في جميع جوانب الحياة، وتعزيز قيم الحوار والتعاون داخل الأسرة. يجب أن يكون الهدف بناء مجتمع سلمي يعكس رسالة الإسلام في تعزيز الأسرة وتقدم الأمة.
العلاج ، النفسي ، العنف ، الآثار، النفسية ، الجسدي، الجنسي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع