مدونة نوره الخضير


كيف يكون العام الأول في الوظيفة بداية لقصة نجاح

م.نوره الخضير | Noura alkhader


04/06/2024 القراءات: 822  



قد لا تكون السنة الأولى في الوظيفة معياراً للفشل والنجاح، بقدر ما تكون حقلاُ، لن أقول مليئاً بالألغام، وإنما مثقلاً بالمفاجآت والأحداث. فكل من اختار الوظيفة بداية لمستقبله المهني يذكر الأيام الأولى والسنة الأولى من تبعات هذا القرار، فهي بداية لمرحلة جديدة تحتاج لكي تشكل انطلاقة حقيقية إلى امتلاك مجموعة من الأدوات قد يغفل عنها كثيرون، ترتكز على تغيير أفكار وتعزيز قناعات وتطوير مهارات، والتي لا بد أنها ستجد في الوظيفة ميداناً للتطبيق العملي. وأن يكون الفرد على قناعة أنه لن يجد في الغالب بيئة عملٍ مثالية، ولا زملاء عملٍ مستعدين للتعاون والتشارك من اللحظة الأولى، ولا مكانة تنتظر وصوله فيرتديها حلةً جاهزة. وإنما الأمر أشبه بطريق تحتاج لتكون سالكةً إلى الصبر، التقييم الدوري، والتقويم المدروس، وبناء علاقات يوجهها العمل وتضفي عليها الألفة والوضوح إحساساً بالنجاح الجماعي، يدعم الفرد في بداياته الوظيفية ويدفعه للاستمرار. لكن ماذا تحتاج في السنة الأولى لتكون المهمة يسيرة؟ • أبدأ عملك بالنية، فكما جاء في الحديث النبوي (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى...) فلا بد أن يكون لك هدف كبير بينك وبين نفسك، هدف يراقبه الله في قلبك وتعززه أنت بتجديد النية كل فترة، ولذلك أثر عظيم على النفس والأداء، يربي في الفرد رقابة ذاتية، واندفاعاً لاستثمار علمه في خدمة نفسه والآخرين. • الشهادة العلمية تعطيك معلومات تحتاج إلى التحديث والتطبيق، ولابد من الدورات التدريبية الداعمة، والاطلاع المستمر على ما يستجد في مجال اختصاصك، فعالم اليوم، التعلم فيه متاح في كل لحظة لمن لديه الرغبة في أن يكون مختلف. • تقبل أخطاءك ودونها لتحللها وتتعلم منها، وكن على ثقة بأنها مرحلة طبيعية في رحلة الوصول، تساعدك في رسم الطريق الميسر إلى النجاح. • ستجد نفسك في بيئة العمل محاطاً بالعديد من الزملاء، لديهم أنماط شخصيات مختلفة، تحتاج أن تستكشفها لتتقن إنشاء العلاقات المتوازنة، التي تجعل من الجميع فريقاً يعمل على هدف واحد، مع ما تحمله شخصياتهم من فروقات. • مكان العمل ليس مكاناً مناسباً لتروي قصة حياتك بأسلوب مشوق، بل حاول أن تنصت كثيراً وتتكلم قليلاً في الفترة الأولى، ثم حدد من تتشارك معه التفاصيل، فذلك يجنبك الكثير من عثرات الطريق. • أنشئ من أيامك الأولى مشروع سيرة ذاتية تحمل بياناتك ومؤهلاتك العلمية، ودون فيها ما لديك من مهارات، وأعمل بشكل دائم على تحديثها بكل ما يستجد في سعيك لتطوير ذاتك، فذلك أشبه بكتابة قصتك المهنية التي تبنيها بجدك ومثابرتك. وأختم ببيت للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري: 
 لا يخلق المرء لا هراً ولا سبعاً    لكن عصارة تجريبٍ وتمرينِ


الوظيفة- العمل-فريق-نجاح


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع