مدونة د. عبدالكريم محمد حسين الروضي


جرد المخزون الشخصي بقلم د.عبدالكريم محمد الروضي

د. عبدالكريم محمد حسين الروضي | Dr. Abdulkarem Mohammed Hussein Al-Rawdhi


19/12/2019 القراءات: 6122   الملف المرفق


مع اقتراب نهاية كل عام ميلادي تقوم الشركات والمؤسسات الناجحة والمتميزة بالبدء للترتيب لعملية الجرد السنوية للأصول والممتلكات ومراجعة الجوانب المالية وهذا أمر لا يطبقة إلا تلك المؤسسات التي عرفت قيمة هذا الإجراء وأثره على نجاح المؤسسات وتحقيق الاهداف وسرعة الوصول إليها ولكن ... ومع أهمية هذا الأمر إلا أنه يجدر بنا أن نتسائل ونفكر في الاتجاه الآخر عن مدى أهمية جرد المخزون الشخصي .
إن الله منحنا في أجسامنا جوانب عضوية وجوانب فكرية وروحية ولن أتحدث هنا عن أهمية جرد الجوانب العضوية ومعرفة ما مدى أهمية محافظتنا على هذه الأعضاء التي منحنا الله عزّ وجل وكيف أن الإسلام جاء ليحافظ على جسم الانسان وحياته من كل ما يعرضه للتلف أو الإزهاق ولكن حديثي اليوم عن تلك الجوانب الأخرى التي نمتلكها ولدينا الكثير منها حديثي عن الجوانب الفكرية والروحية والمهارات والقيم والصفات الشخصية التي هي سبب لنجاحنا أو فشلنا في كثير من أعمالنا اليومية ، وهنا نلاحظ أنه ومع اقتراب نهاية العام الميلادي نجد أن كثير منا يكون متحمساً لتحديد الأهداف الحديثة والجديدة وتحديد تطلعاته للعام الجديد ولكن الذي يجب ان نقف عنده جميعاً وقبل أن نقرر ماهي الأهداف الجديدة هذه الوقفات والأسئلة ، ما الذي أريد أن أحققه بالضبط في العام القادم ؟ وهل أنا في الوظيفة أو العمل الصحيح؟ هل أنا في الدراسة الصحيحة ؟ أي نوع من التغيير سيكون أفضل بالنسبة لي ؟ ماذا أملك من مهارات وقدرات وصفات وقيم تعينني على تحقيق هذه الطموحات والآمال ، هذه الاسئلة الكبيرة والتي تترك الكثير من التحسن تجاه اتخاذ القرارات قبل بداية العام يجب أن نقف عندها وقفة جادة وحازمة ، وهنا يأتي دور وأهمية جرد المخزون الشخصي .
جرد المخزون الشخصي أو "جرد الشخصية" هي تقنية عالمية وأداة للتقييم الذاتي يقوم بها المهنيون والمستشارون وغيرهم من المتخصصين في مجال الموارد البشرية وتطوير المهن للتعرف على أنواع الشخصيات وكشف المعلومات عن السمات والمهارات والصفات لدى الأفراد بدافع معرفة نقاط القوة ونقاط التحسين والقيم والصفات الشخصية لدى الأفراد ومعرفة مدى صلاحيتهم لبيئة العمل وللوظائف والأعمال التي يتقدمون لها ويمكن لنا جميعاً من هذا المنطلق الوقوف على هذه التقنية والبدأ بجرد المخزون الشخصي لدينا ومعرفة ما نملك في ذواتنا من امكانيات ومهارات وغيرها لنبدأ بتحديد من نحن ؟ وماذا نريد أن نكون ؟ وأين نحن الآن؟ والذي يجب أن نعرفه عن الجرد الشخصي أنه يمكّنك ويساعدك في اختيار وتحديد القرارات الصائبة قبل البدأ بها سواء على المجال العلمي والدراسي لتعرف ماهي المجالات العلمية التي تصلح لك أو على المستوى الوظيفي والمهاري لتعرف ماهي المهن وبيئة الأعمال المناسبة لك والتي تنسجم مع قدراتك ومهاراتك الموجودة وكذا تقييم ذاتك وأين تقف من تحقيق أهدافك وأحلامك التي ترسمها ، ولذا فإنه يجب علينا القيام بالجرد على المستوى الشخصي في عدة جوانب أهمها :
1. جرد المهارات الموجودة
2. جرد الصفات الشخصية
3. جرد القيم والمعتقدات
ويمكن استخدام هذه القائمة من الجرد في تحقيق ورسم الأهداف والوقوف عليها قبل البدأ باتخاذ قرارات العام القادم ومن هذه القوائم التي تستخدم في الجرد الشخصي ويمكن الاستزادة من المعرفة فيها القوائم التالية :
1. مؤشر مايرز بريجز للنمط (MBTI) : وهو الأكثر شهرة بين جميع قوائم جرد الشخصية تم تطويره من قبل كاثرين بريغز وإيزابيل بريجز مايرز على أساس نظرية كارل جونغ لنوع الشخصية، ينظر الـ MBTI إلى أنماط الشخصية الستة عشر التي تشير إلى كيف يفضل الفرد أن ينشط ، ويدرك المعلومات ، ويتخذ القرارات ، ويعيش حياته.
2. استبيان عامل الشخصية (16PF) يقيس هذا المخزون 16 عامل من العوامل الشخصية الأساسية التي يعتقد أنها تشكل شخصية الفرد، يمكن للشركات استخدامها للمساعدة في اختيار الموظفين
3. جرد الشخصية NEO-PI : ينظر إلى خمسة أبعاد للشخصية، يجب استخدامه فقط لتأكيد أو توضيح نتائج قوائم الجرد الأخرى.
هذه مجموعة من قوائم الجرد العالمية التي يمكن الاستعانة بها والاطلاع عليها لمعرفة ذلك – ولك ان تراجع مواقعها للإطلاع أكثر على هذه التقنيات - ومع ذلك نقول أنه بإمكاننا جميعاً ان نقف مع جرد المخزون الشخصي لنا بطرق بسيطة جداً على الأقل لمعرفة الاتجاه العام لنا والحصر الأولي لمعرفة المخزون الشخصي لنا .
وإليك خطوات بسيطة يمكن من خلالها جرد المخزون الشخصي لك :
1. حدد أهم المهارات والقيم والصفات الأساسية لديك بوضوح تام وبتأني .
2. حدد المجال أو التخصص أو الهدف الذي تريده أو ترغب في الدخول فيه .
3. إعط كل المهارات والقيم أوزان مناسبة حسب اهميتها وضرورتها بالنسبة لتحقيق الهدف .
4. حصر نسبة تلك المهارات والقيم و الصفات الفعلية الموجودة لديك .
5. مراجعة تلك القائمة وتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين .
6. تحديد طرق التحسين اللازمة.
7. وضع المهاراة والقيم والصفات التي تحتاج إلى تحسين مع طرق التحسين في قائمة وتحديد فترة زمنية مناسبة لكل عنصر لعملية التطوير .
8. استعن بالله وتوكل عليه وابدأ في العمل ورسم الخطة التنفيذية لها .
9. راجع مدى تحسنك بين الفينة والأخرى .
بعض ما ستكتشفة عن نفسك بعد الجرد قد يذهلك لأنك لم تكن تعرف أن لديك كل هذه المهارات أو الصفات أو القيم التي ستساعدك في تحقيق أهدافك أو تحسين طريقة الوصول إليها وفي هذه المرحلة سيكون لديك الكثير من المعلومات عن نفسك وفي متناول يدك بشكل واضح عندها لابأس بالسماح لنفسك بجلسة مراجعة شخصية لما أنت بصدد القيام بها من قرارات قبل أن تقفز مباشرة الى العام الجديد ولابأس أن تستتخدم تقنية العصف الذهني لمراجعة كل مالديك من مخزون شخصي ، ستكتشف الكثير عن نفسك وعن أشياء في مخزنك كان ستندثر لولا الجرد الشخصي لها عندها وفقط سيشكل هذا الوقت نقطة فارقة في حياتك وأصبحت مؤهلاً اكثر لأن تصبح علامة وماركة عالمية وتكون مستعداً لتحقيق اهدافك وتحويل أحلامك إلى حقيقة وواقع .


الموارد البشرية ، رأس المال البشري ، الأداء ، المعرفة ، جرد المخزون الشخصي ، عبدالكريم الروضي


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


فكرة الجرد الشخصي من الأفكار الجيدة والتي يبدو أنها تساعد على بناء التنمية الشخصية. لكن كنت أتساءل، ماذا يفعل من لا يستطيع تحديد مجال اختصاص، فضلا عن ممارسة هذا الاختصاص؟ تحية لك على المقال الرائع د. عبد الكريم.