عنوان المقالة:المقاربة التربوية التعليمية لمكافحة إدمان المخدرات والإنترنيت لدى الشباب المقاربة التربوية التعليمية لمكافحة إدمان المخدرات والإنترنيت لدى الشباب
لقد تعددت الدراسات والاستراتيجيات في الآونة الأخيرة التي تناولت ظاهرة إدمان المخدرات والإنترنيت سعيا لفهم الأسباب والعوامل الكامنة وراء هذه الظواهر المستعصية، وتركيز على المخاطر المدمرة الناجمة عنها، والتي أضحت نوعا من الأنواع الإدمان الشائعة والمقلقة لكل الغيورين على هذا الوطن كالقيادات الدينية والتعليمية والأمنية والصحية التي لها تماس مباشر مع هذه الفئات، حيث أصبح مفهوم الإدمان يشغل حيزا كبيرا في حياتنا، كما أصبح يهدد شبابنا ويقتحم بيوتنا، بل غدى الإدمان من العقبات الجسام لما لها من تأثير بالغ على بناء الأفراد والمجتمعات، وخصوص على ناشئة -الشباب- في مجالات عدة (دينية، اجتماعية، اقتصادية)، إذ لو تأملنا في واقعنا لوجدنا هذا الأنواع من الإدمان قد باتت صفة ملازمة لبني البشر سواء أفرادا ومجتمعات بأساليب وأنواع وإبداعات شتى تختلف باختلاف الفكر والفعل الذي وصل إليه الإنسان. وقد زاد الاهتمام بالموضوع مع تزايد المشاكل والأضرار التي وصلت إلى مستوى يصعب السيطرة عليه إلا بجهود جبارة ومتظافرة من كل قيادات المجتمع إذ تشكل ظاهرة إدمان بنوعيه إحدى إفرازات واقعنا الاجتماعي الذي أصبحت تنخر جسده عدة تناقضات تتفاقم وتزداد يوما بعد يوم، حيث أصبحت هذه الظواهر من أهم المشكلات في واقعنا، لأنها تهدد شبابنا وتؤثر على نشأتهم بل صارت حملا ثقيلا على بناء الفرد والمجتمع، حيث تعددت آثارها الوخيمة كانخفاض درجة التدين وانخفاض معدل التمدرس وانتشار الأمراض والجريمة وارتفاع الانحراف بشتى أشكاله وأنواعه. ومن هنا ينطلق هذا البحث الذي لا يدعي الكمال أو الاكتمال بقدر ما يسعى إلى رسم إطار نظري للمخدرات وأنواعها، والإنترنيت ومجالاته، ثم دراسة ميدانية في الأسباب المؤدية والآثار الناجمة، ثم وضع مقاربة تربوية تعليمية فعالة، وذلك من خلال بث مهام جوهرية جذرية التي ينبغي تقلدها والقيام بها من طرف المؤسسات التربوية الرسمية، بغية احتواء إدمان المخدرات والإنترنيت ومحاصرتهما، وتوعية الناس بمخطرهما قصد التقليص منهما ابتداء، ثم الحد منهما انتهاء.
ذ. يوسف عكراش | youssef aakrach | 8107