مدونة د.عمر أحمد أحمد مقبل مرعي
مدخل إلى الإعجاز العلمي في القرآن والسنة
د.عمر أحمد أحمد مقبل مرعي | DR OMAR AHMED AHMED MOQBEL MAREAI
23/03/2022 القراءات: 2512
مدخل إلى الإعجاز العلمي
معنى الإعجاز لغة: مشتق من العجز. والعجز: الضعف أو عدم القدرة، وهو مصدر أعجز بمعنى الفوت والسبق (لسان العرب 5/370 )
والمعجزة في اصطلاح العلماء: أمر خارق للعادة، مقرون بالتحدي، سالم من المعارضة(فتح الباري 6/ ص581.)
وإعجاز القرآن: يقصد به إعجاز القرآن للناس أن يأتوا بمثله. أي نسبة العجز إلى الناس بسبب عدم قدرتهم على الإتيان بمثله.
أوجه الإعجاز:
تتعدد أوجه الإعجاز في كتاب الله بتعدد جوانب النظر فيه, فكل آية من آياته فيها إعجاز لفظي وبياني ودلالي, وكل مجموعة من الآيات, وكل سورة من السور طالت أم قصرت, بما فيها من قواعد عقدية, أو أوامر تعبدية, أو قيم أخلاقية, أو ضوابط سلوكية، أو إشارات علمية, إلي شيء من أشياء هذا الكون الفسيح وما فيه من ظواهر وكائنات, وكل تشريع, وكل قصة, وكل واقعة تاريخية, وكل وسيلة تربوية, وكل نبوءة مستقبلية, كل ذلك يفيض بجلال الربوبية, ويتميز عن كل صياغة إنسانية ويشهد للقرآن بالتفرد كما يشهد بعجز الإنسان عن أن يأتي بشيء من مثله.
مثال في الإعجاز:
مثال أهمية الجانب اللغوي في فهم الإعجاز القرآني، ولابد من أن يكون هناك ارتباط بين الجانب الشرعي واللغوي فعندما يلتقي علماء الشريعة وعلماء اللغة والعلم الكوني لتعميق مدلول قوله تعالى: ﴿ أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30. فمن الضروري أن يعطينا أهل التفسير واللغة المدلول الحقيقي لمفردات الآية: الذين كفروا، الرتق، الفتق، والحي، والماء، ثم تفسير الآية، وبعد ذلك نناقش معطيات العلم الحديث عن وجود الكون والشواهد الدالة على ذلك، وهل المفردات القرآنية السابقة هي عين ما يحاولون الوصول إليه، ثم بعد ذلك نبرز الإعجاز العلمي لحقيقة "فتق الرتق".
بعض الضوابط في مجال الإعجاز العلمي
1- الحذر من معارضة مبدأ شرعي أو قاعدة من قواعد الدين
2- الاعتدال في بيان الحقائق الكونية بعد التأكد من ثبوتها.
3- ألا يعارض اللغة وقواعد النحو.
4- ألا يكون مستلزمًا لمخالفة البلاغة القرآنية.
خاتمة: إن الإعجاز العلمي في القرآن والسنة جانب من جوانب الإعجاز لا يستهان به، وينبغي توظيف ما توصل إليه البشر وخاصة من حيث البلاغة والبيان والجمال البلاغي، لبيان الحق لهم كما قال سبحانه: ﴿ سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا في الآفَاقِ وَفِى أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ شَهِيدٌ ﴾( فصلت: 53) وكما قال - جل وعلا - وهو المحيط بكل شيء، العالم بما كان وما سيكون: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمْ ءَايَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾( النمل آية 93)
مدخل - الإعجاز العلمي - القرآن والسنة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع