أهمية علم أصول الفقه لجميع التخصصات
محمد حسين محمد الدليمي | Mohammed Hussain Mohammed Aldilemi
19/12/2020 القراءات: 4839
الفهم والفقه هو استيعاب معاني الأشياء من كلام أو تصرفات أو ظواهر وأحداث وكذلك أقدار الله تعالى، وهذه المعاني قد تكون ظاهرة واضحة يفهمها السامع والمراقب والناظر بشكل بديهي، وقد يصعب الفهم على المستمع إلا بعلوم يحتاج إليها ولا يملكها، وفي هذا يتفاوت الناس في الفهم بحسب ما عندهم من العلوم المطلوبة، بالإضافة إلى ما أنعم الله به على الإنسان من قدرات على الإدراك والتمييز.
إلا أنه لابد من العلوم ونشرها وتعليمها للناس وبذلها حتى يترقوا في مراقي الفلاح والنجاح والسعد، بطبيعة الحال يختلف مقدار ما يجب تعليمه ونشره بحسب الحال من بيئة المتلقي للعلم وطبيعة المجتمع والغاية من نشر العلوم.
اقترح الشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله تعالى نشر كتاب الرسالة للإمام الشافعي في جميع المراحل التعليمية، أي نشر أجزاء منه بحسب كل مرحلة، لأن كتاب الرسالة يعلم أشياء كثيرة نافعة، بالإضافة إلى أصول الفقه والتفسير ومصطلح الحديث، فإنه يعلم طريقة التفكير وتحليل الأشياء، وطريقة تعريف الأشياء وتصورها ووصفها.
قال الشافعي في الرسالة:
والحمد لله الذي لا يُؤدى شُكر نعمة من نِعَمِهِ؛ إلا بنعمة منه توجب على مؤدي ماضي نعمه بأدائها نعمةً حادثةً، يجب عليه شكره بها.
وهذا يبين لنا أصلا من أصول السلوك في التعامل مع ربنا عز وجل، فكل نعمة توجب علينا شكر الله تعالى عليها، وهذا الشكر هو نعمة جديدة توجب علينا شكر الله عليها، فالعبد في شكر دائم لربه عز وجل لا ينقطع. وبالطبع فكل نعمة لها طرق في شكرها، شكر باللسان والقلب وشكر بالعمل.
ومثل هذه العبارات الفريدة يزخر كتاب الرسالة للشافعي بمنافع عظيمة قال عنها صاحب الشافعي وأخص تلاميذه، إسماعيل المزني: قرأت كتاب الرسالة خمسمائة مرة، ما من مرة منها إلا واستفدت فائدة جديدة لم أستفدها في الأخرى.
لذلك أكرر اقتراح الشيخ أحمد محمد شاكر في تدريس كتاب الرسالة في جميع مراحل التعليم، بحيث تأخذ كل مرحلة ما يناسبها من فصول الكتاب.
لاشك في أن جميع التخصصات سوف تنتفع به في أدائها وحياتها المهنية.
والله أعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
والحمد لله رب العالمين
الرسالة، الشافعي، أصول الفقه، علوم الدين، بذل العلوم، المزني
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع