تعد كتب الوفيات من أهم مدونات تدوين التراث الإنساني بصفة عامة، والتراث العربي بصفة خاصة، ويتناول التراجم ضمن فترة معينة ، ففي مفهومه العام يترجم للرجال، ويعرّف بهم، ويذكر نشأتهم وأخبارهم ويتحدث عن مؤلفاتهم ومآثرهم العلمية، وخصائصهم النفسية، ومكانتهم الاجتماعية، مما يمكن معه استخلاص كثير من القيم الفكرية والثقافية والاجتماعية للعصر الذي عاشوا فيه، وقد حظيت كتب تراجم الوفيات باهتمام كبير من قبل الباحثين السابقين واللاحقين الذين تنبهوا إلى دراسة هذه الكتب ودورها في علم تاريخ الرجال ولاسيما في العصر المملوكي (648هـ-792ه/1250م -1330م) ، ويرجع هذا الاهتمام لاحتواء هذه المصادر على معلومات مهمة عن تلك الحقبة، ومن ابرز هذه الكتب التي لا يمكن الاستغناء عنها من قبل أي باحث هو كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان (ت681هـ/1282م) الذي يعد نموذجا مهما.