على الرغم من أن الأسباب الداعية إلى تكييف الاختبارات النفسية لنقلها من لغة إلى أخرى أو من ثقافة إلى أخرى واضحة، فإن الأساليب والخطوط العريضة لإعداد اختبار وتكييفه ومعادلة نتائجه ووضع معايير جديدة لتفسيرها ليست معروفة بوضوح عند أغلبية الباحثين إلى درجة أن جل الاختبارات المتداولة اليوم في الجزائر لم تخضع لأي من عمليات التكييف أو التحقق من صلاحيتها للبيئة الجزائرية بطريقة علمية سليمة، مما يجعل نتائجها تحتوي الكثير من الأخطاء التفسيرية إلى حد جعلها غير صالحة إلى درجة كبيرة.
في هذا السياق تأتي هذه الدراسة التي شملت 57 مذكرة ماجستير وأطروحة دكتوراه العلوم ودكتوراه دولة )أنجزت في سبعة جامعات وطنية( في تخصصات علم النفس وعلوم التربية كمحاولة لمعرفة مدى موضوعية وسلامة الإجراءات التي يقوم بها أصحاب الدراسات من خلال محاولتهم إعادة التحقق من صدق وثبات مختلف المقاييس والاختبارات التي يطبقونها في دراساتهم بحجة النسبية الثقافية، )اختبارات أجنبية المنشأ اللغة والثقافة( وقد أشارت الدراسة التحليلية إلى أن جميع هذه الدراسات وبدون استثناء توصلت تحاليلها الإحصائية إلى قبول قيم صدق وثبات هذه الاختبارات، وبالتالي تم تطبيقها كما هي وبدون أي تعديل، وكأن الافتراض النظري للنسبية الثقافية الذي بنيت عليه عملية إعادة التحقق من صلاحية الاختبارات افتراض غير سليم. بمعنى أن جميع الاختبارات يمكن أن تكون صالحة لجميع الثقافات، من حيث محتوى بنودها ومعايير تفسير نتائجها، وهذه مفارقة علمية تتضمن خللا نابعا من قصور في طرق إعادة التحقق من صدق وثبات هذه الاختبارات والمقاييس، بمعنى أن عملية التحقق غير سليمة وغير مناسبة لطبيعة السمات التي يقيسها الاختبار من
جهة ولطبيعة المعطيات التي يفرزها التطبيق من جهة أخرى،مما يتطلب إعادة النظر في مفهوم إعادة التحقق من الخصائص السيكومترية للاختبارات التي تم بناءها في ثقافات مختلفة قبل إعادة تطبيقها في البيئة المحلية
بوسالم عبد العزيز | BOUSSALEM Abdelaziz | 4968