ثمة شخصيات تسمو وترقى قبل أن تولد، لتكون شموساً متوقدة تنير دروب البرية عبر العصور، ولعل أولّــى تلك الشخصيات وأخصها بتلك المزية هم آل بيت النبوة جميعاً، الذين اختصهم ربّ العزة بجعلهم حجج الله في أرضه، فقد كانوا ومنهم السيدة الزهراء (سلام الله عليها) معجزات لا نظير لها كما أعجز الله عز وجل الخلائق بمعجزته الخالدة (القرآن الكريم) فعجزوا عن إتيان مثله أو آية منه، وكما أن القرآن الكريم لا تنقضي عجائبه ولا تنقطع أسراره كذلك أسرار وآفاق آل البيت الذين نختص شخصية الزهراء البتول ( عليها السلام ) منهم ونحاول فتح باب من أبواب أسرارها التي استودعها الله عز وجل.