مدونة الاستاد الدكتور احمد كاظم حسين


طرق معالجة المخلفات النفطية وإعادة تدويرها للحفاظ على البيئة

الاستاذ الدكتور احمد كاظم حسين | Prof.Dr. Ahmed Kadhim Hussein


10/10/2020 القراءات: 8232  


يعتبر النفط المصدر الرئيس للطاقة على الإطلاق ويتم أستخراجة من باطن الأرض من خلال حفر أبار نفطية مكلفة جدا تقوم بها الشركات الكبرى وترافق عملية الاستخراج تلويث البيئة المحيطة وخصوصا عندما تتم عمليات الاستخراج في البحار كما حدث في بحر الشمال عام 1977 عندما تدفق أكثر من 25000 طن من النفط الخام إلى البحر مما سبب دمارا هائلا في البيئة البحرية. تعرف المخلفات النفطية ( (Waste oil على أنها النفط المتراكم في وحدة تخزين النفايات أو الرواسب الزيتية الذي من خلال استعماله وإعادة تدويره أصبح غير صالح للاستعمال الصناعي النفطي بسبب وجود شوائب أو فقدان خواصه الاصليه. في الواقع تتباين المخلفات الغازية و السائلة والصلبة المطروحة من المصافي النفطية من حيث كمياتها إلا أنها تتشابه من حيث الطبيعة كون المصافي جميعها تعمل بنفس الطريقة الإنتاجية مع وجود بعض الاختلافات في التقنيات الإضافية المستخدمة لتحسين المنتجات النفطية ومن الأمثلة على أثار التلوث النفطي في العراق مثل المسطح المائي قرب مصفى الشعيبة و مواقع الطمر الغير نظامية في تلال مكحول والبرك الملوثة قرب المصافي الصغيرة وغيرها .ومن جانب أخر فان الزيوت وخصوصا زيوت السيارات لها تأثير مدمر على البيئة حيث أن كل لتر من الزيت أذا ما تسرب إلى باطن الأرض فانه يقوم بتلويث مايقارب 750 متر مكعب من المياه الجوفية. في العراق يتعرض المحيط المجاور للمصافي النفطية وكذلك البيئة المائية إلى ثلوث كبير فعلى سبيل المثال تستهلك المصافي كميات كبيرة من المياه وبعد انتهاء عملية تكرير النفط يتم التخلص من المياه المحتوية على نسبة كبيرة من الملوثات إما بإرجاعها إلى الأنهار أو تركها في مسطحات مائية وفي كلا الحالتين فان ذلك يسبب إضرارا بالغة بالبيئة على المدى القريب والبعيد.

مما تقدم توصي الدراسة بأتباع مجموعة من التوصيات الواجب تعميمها على المنشات النفطية وخصوصا المصافي ومنها :
1- تقليل بناء المصافي ذات الطاقات الإنتاجية الصغيرة والتي تقوم بطرح مخلفات سائلة بدون أي معالجة وبذلك يكون ضرر هذه المصافي أكثر من فائدتها إلى البيئة المجاورة.
2- إجراء عملية التأهيل الفنية الخاصة بوحدات المعالجة بالمخلفات السائلة في المصافي العراقية وخاصة ذات الطاقات العالية لتفادي حدوث مشاكل بيئية مثل تلك التي حصلت في مصفى الشعيبة في العراق.
3- تزويد جميع المصافي التي لا يوجد فيها عمليات معالجة للمخلفات السائلة بوحدات متكاملة وذات كفاءة عالية لضمان عدم تلويث البيئة المجاورة وبالتالي تكون هذه المصافي منشآت ذات فائدة ونفع بدلا من كونها أدوات ملوثة للبيئة.
4-ضرورة حصول جميع المصافي على موافقات بيئية وإخضاعها للمراقبة المستمرة والفحص الدوري .
5- ضرورة الاستفادة من المركبات الكبريتية المطروحة إلى الجو من المصافي النفطية واستحداث وحدات معالجة لاستخلاص الكبريت منها والاستفادة منه.
6- الإسراع بتشريع القوانين البيئية ولاسيما المتعلق منها بالقطاع النفطي من قبل مجلس النواب العراقي.
7- إلزام الشركات الاستثمارية بإعادة تدوير الرواسب والمخلفات الخاصة بها.
8- استخدام طريقة برك التحلل الحيوي لمعالجة المخلفات النفطية.
9- أطلاق حملة إعلامية واسعة في كافة وسائل الأعلام المسموعة والمقرؤة والمرئية تهدف الى رفع الوعي البيئي لأبناء المجتمع وتعريفهم بالمخلفات النفطية وأثارها على البيئة والصحة العامة.


الهندسه الميكانيكيه البيئه التلوث


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع