قدرة الزوجة على تربية أبنائها في ظل غياب زوجها _صفية بنت عبد المطلب أنموذجاً _
د. نكتل يوسف محسن | Dr. Naktal yousif mohsen
11/03/2020 القراءات: 4939
يُعد غياب الزوج عن بيته – بالسفر أو الوفاة – من الأمور المؤثرة في الواقع الأُسري ، إذ أن الأساس في تقاسم المهام بين الزوج والزوجة في الحياة اليومية ، قد أعطى المهام الداخلية (المنزلية) للزوجة ، بالمقابل أعطى المهام الخارجية للزوج ، فإذا ما حصل وغاب الزوج أخذت الزوجة مكانه لكي لا يتسلل الخلل الى هذا الأساس ، ولكي تستمر عجلة الحياة بالدوران ، وقد زخرت كتب التاريخ بالعديد من النماذج النسائية المشرِفة التي أستطاعت أن تُسير أحوال البيت ومتطلباته في ظل غياب أزواجهن ، ومن هذه النماذج الصحابية صفية بنت عبد المطلب (رضي الله عنها) ، والتي فقدت زوجها في مُقتبل العُمر حيث كانت في الثالثة والعشرون من عمرها، ومع هذا فقد عمِلت جاهدةً على تحمل المسؤولية في تربية أبناءها ، وأصبحت لهم بمقام الأم والأب ، حتى أخرجتهم رجالاً قادرون على تحُمل المسؤولية يُشار أليهم بالبنان ، فكانت صفية تجمع بين صفات الأب القوي الشديد تارةً والأم الحنون تارة أخرى فقد روي عن أسلوبها في التربية أنها كانت ، (( تضرب الزبير ضرباً شديداً وهو يتيم فقيل لها : قتلته خلعت فؤاده أهلكت هذا الغلام قالت : إنما أضربه كي يلب ويجر الجيش ذا الجلب)) ، وهذا مما يحتاجه الطفل أنذاك لكي يتمكن من مسايرة المجتمع الذي يحترم القوة ، وقد أثبتت الحوادث مدى فاعلية أسلوبها في التربية ،إذ خرج الزبير وأخاه السائب أسُدً في القتال، فكان الزبير أول من سلّ سيفاً في الله .
غير أن قسوتها هذه لم تكن عن طبع فيها ، أنما كانت للضرورة التي أقتضتها حالة غياب زوجها ، أنما هي رحيمة في الأصل ، مما يدل على قيامها بأعباء التربية على أتم وجه .
للمزيد يرجى مراجعة كتابنا : (صفية بنت عبد المطلب رض كفاح طويل وسيرة مُشرفة)
صفية، زوجها ابنها، المجتمع
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف