مدونة مهند عماد عبد الستار الزبيدي


فناء البشرية والذكاء الاصطناعي

الدكتور مُهند عماد عبد الستار | Dr- Mohannad Emad Abd ِAl-sattar


24/04/2023 القراءات: 1125  


يوميًا نسمع ونُشاهد ونلمس التقدُّم الهائل في عالم التكنولوجيا وعالم المعلوماتية (الحاسوب، الروبوت، التحكم عن بُعد… وهلمَّ جرَّا)، فسابقًا كان هذا التقدُّم المعلوماتي بنطاق طبيعي يواكب تطورات الحياة ويخدمها وهذا أمرٌ لا يختلف فيه عنزان، كانتشار الهاتف المحمول، الكاميرا، حداثة سيارات النقل والأمثلة كثيرة لا حاجة لسردها بالتفصيل لكثرتها ودقة ديناميكيتها.

ونحنُ في الثلث الأول من عام 2023 ثمة وسائل وعوامل قد تفاعلت مع تطور الذكاء الاصطناعي وقد أثمرت نتيجة قد لا يتصورها العقل البشري سنسرد أهم ما يتم تداوله وفق تجارب علمية صادرة من مؤسسات مُختصة وذلك على النحو الآتي:

(1) صناعة مُسدس يعمل بالذكاء الاصطناعي يقوم باطلاق النار ذاتيًّا بعد أن يتعرف على صاحبه الشخصي!!

(2) روبوت الذكاء الاصطناعي GPT-4 يتمكن من اجتياز اختبار يؤهل على الحصول إجازة مزاولة المهنة في الطب في اليابان!!

(3) صناعة كلاب شرطة تعمل بالذكاء الاصطناعي تُساعد في حفظ الأمن في نيويورك!

(4) حسب مجلة فورين بوليسي الأمريكية بأن البنتاغون الأمريكي بدأت باختبار روبوت الذكاء الاصطناعي الذي سيمكنه من قيادة طائرة F-16!!

(5) بدأت روسيا باختبار دبابات تعمل بالذكاء الاصطناعي وقيادة الدبابة بواسطة روبوت بدل البشر !!

(6) قيام قناة الجزيرة بتجربة بث الأخبار والمُقدِّمة للأخبار ليست من البشر وإنما روبوت على هيئة إنسان!!

(7) حسب الصحف الدولية بأن الروبوت سيحل محل الإنسان في الصناعة، وحسب التقرير بأن الروبوت الاصطناعي سيقضي على 300 مليون وظيفة بشرية وذلك على مستوى أوروبا وأمريكا!!

(8) انتشار لينك على منصة Google تحت اسم GPT_4 بمجرد الدخول للموقع وتكتب اسم أي إنسان وتنتظر لبضعة دقائق وبعدها سترى نتيجة صادمة وهي سيرة ذاتية للشخص الذي ذكرت اسمه الثلاثي على أقل تقدير، فهل نحنُ هُنا أمام خرق للخصوصية من الناحية القانونية ؟

(9) كما حصل مع عدة شخصيات مشهورة من ضمنها البابا الفاتيكان بتحوير شخصيته إلى عارض أزياء عن طريق الذكاء الاصطناعي وبدقة متناهية!!

(10) حسب المتداول من مصادر موثوقة بأن العمل جارٍ على أن يكون الذكاء الاصطناعي له دور في التحقيق الجنائي مع من هو متهم في جريمةٍ ما، فهل يمكن للروبوت تحقيق العدالة الجنائية من حيث ضمانات المتهم !!

بعد هذا السرد القليل لبيان حالات التطور في عالم الذكاء الاصطناعي، والذي شكَّل وسيُشكل قفزات لا يستوعبها العقل البشري، فثمة أسئلة تدور في خلجات النفس وتُثير الأذهان لدى القارئ: كيف سيكون موقف المنظومة القانونية لمواجهة هذا التطور؟ وهل باتت البشرية على شفا حفرةٍ من التقويض والانقراض بواسطة هذا التطور العجيب؟
وهل سيكون تطور الذكاء الاصطناعي بمحاذاة الصالح والمعين المساعد للبشرية جمعاء؟

عند كتابة هذا السطور نتذكر جميعًا بأننا ومنذُ الصغر كُنا نُشاهد أفلامًا هوليودية عبارة عن كائنات اصطناعية تُلاحق البشر وتقتله وتفتك به وكُنا نستمتع بالمشاهدة الخيالية لساعتٍ طوال، لكننا اليوم أصبحنا نلمس جزءًا كبيرًا من تلك المُشاهدات الخيالية البسيطة، والدليل في قولنا وحسب أخبار متداولة لا نعلم ما مدى صحتها بأن في الوقت الحالي قد تم توقيف تطوير الروبوتات في بعض الدول خوًفا على حياة رؤساء الدول، كون تكليف الروبوت في مَهمة قتل الأشخاص لأمرٌ حتميّ ولا يمكن أن يخطأ الذكاء الاصطناعي في حال تمت برمجته لقتل شخص معين!؟

وتعريجًا على ذلك، يمكن أن نقول بأن وسائل المنظومة القانونيَّة وأدوات الذكاء الاصطناعي كأرنبٍ وسلحفاة قررا أن يتسابقا ومن يصل أولًا سينتصر حقًا، ومن البديهي فالأمرُ محسومٌ، وهذا حقيقة قد لا يتقبلها البعض لا سيَّما المختص في مجال القانون الجنائي، أما التطور والتقدُّم في مجال الذكاء الاصطناعي فمضاره أكثر من نفعه، وبالاعتقاد فإن نهاية البشرية يُمكن أن تكون بواسطة الذكاء الاصطناعي وخير دليل على ذلك التجارب التي يتم العمل عليها والنتائج التي أفرزتها من جهة والمخاوف من صانعي الذكاء الاصطناعي والقائمين على تطويره من جهةٍ أُخرى.

فلا عجب العجاب من فناء البشرية على يد الذكاء الاصطناعي…!


الذكاء الاصطناعي القانون الجنائي مصير البشرية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع