ظلت مدينة مولاي ادريس زرهون لردح طويل من الزمن تستجيب بمرافقها ومنشآتها وأشكال تنظيمها الحضري لحاجيات ومتطلبات المجتمع الزرهوني رغم التحولات التي عرفها عموم التراب الوطني، وتكمن الإشكالية المطروحة حاليا في مدى ملاءمة الأشكال الموروثة المنظمة للمدينة للتحولات المجتمعية والاقتصادية والمجالية المتسارعة، ومدى مسايرتها للمتغيرات التي همت القيم الثقافية والسلوكية المجتمعية لمتطلبات الساكنة المحلية وانتظاراتها على مستوى المشهد الحضري، خاصة وأن أي عملية إعداد أو تهيئة منتظرة لا بد أن تروم مواكبة التحولات المجتمعية والسلوكية التي يعرفها المجال الزرهوني ومجتمعه.
من هذا المنطلق، تبرز مجموعة من التساؤلات حول وضعية مدينة مولاي إدريس الراهنة أمام هذه التحديات، خاصة حين يتعلق الأمر بالموروث الحضاري وتأثيره على الوظائف الاساسية للمدينة، والتي تقتضي مقاربة تنموية لتطويرها في سياق ما أصبح يصطلح عليه بالتجديد الحضري. وهو تصور، نجده في الوقت الحاضر يكتسي أهمية بالغة في تحديد درجة وعي المجتمعات بكينونتها، وحدود ومستوى ارتباطها بذاكرتها وبهويتها، وقدرتها على الابتكار والتجديد في أفق تنمية القدرة على التكيف مع المستجدات ومتطلبات الواقع الجديد.
بن عاشور عبد الحكيم | BEN ACHOUR Abdelhakim | 6333