جانب الإنسان بين الأدب الإسلامي والأدب الغربي
01/07/2024 القراءات: 502
يتميز الأدب الإسلامي بأنه أدب الإنسان لأن المصدر الذي يصدر عنه هو منهج الإنسانية عامة، ولأنه جاء من أجل كل البشر. فهو يعرض شخصياته في حالة الضعف والقوة، لكن حين يعرض الضعف لا يقدمه على أنه الواقع الدائم- كما هو الحال في بعض الآداب الغربية- وإنما يعرضه كمرحلة يمر بها الإنسان ليعود من جديد إلى الارتقاء والسمو. إن الأدب الإسلامي أيضا ينظر للإنسان نظرة تكريم. إنه يدافع عن حقوقه، ويحترم مشاعره، ويحاول أن يهديه للطريق الحق. كما يهتم بالإنسان كبيرا وصغيرا، رجلا وامرأة، فقيرا وغنيا... إنه يهتم بالإنسان كيفما كان. فكيف تنظر المدارس الأدبية الغربية للإنسان؟
لقد عملت المدرسة الكلاسيكية على إقصاء شخصية الأديب عن أدبه، وهو ما سمي بـ" اللاشخصية في الأدب" ، فجاء أدبها خاليا من همسات النفس وتعبير المشاعر. واعتبرت الواقعية الأوروبية أن ما يظهره الإنسان من فضائل ما هو إلا رياء يغطي ذلك الوحش الكامن في أعماقه، بل رأى الفيلسوف الإنجليزي "هوبز" أن "الإنسان ذئب لا هم له إلا الفتك بالإنسان". "إميل زولا" ممثل المذهب الطبيعي واقع كل فرد إلى حياته العضوية. وما الإنسان - في نظره - إلا حيوان تسيره غرائزه، وتتحكم في حياته الشعورية والعقلية. واقتصر وجود الإنسان في المدرسة الوجودية على المرحلة الفاصلة بين ساعة الولادة والممات. لذا كان على هذا الإنسان أن يقبل على متع الحياة بأنواعها من خمر وفواحش لاستغلال الحياة القصيرة والأدب الماركسي هو أدب طبقة واحدة هي الطبقة الكادحة المقهورة. أدب الطبقة التي تريد أن تغير وضعها الاجتماعي والطبقي والاقتصادي والسياسي الخاص بها.
الانسان الادب الاسلامي
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة