مسجد بني هلال (العتيق) بالاغواط
10/01/2020 القراءات: 3880
يقع الجامع العتيق بالاغواط في الناحية الغربية من المدينة ،ويطل على البرج الغربي "حصن بوسكارين" بواجهته الجنوبية.أما الجهة الشمالية الشرقية فيفصل بينه وبينها الحمام القديم زقاق ضيق ذو درجات عريضة ،في حين إلتحمت به المساكن من الجهتين الباقيتين .ولقد تعرض الجامع الى عدة إضافات مست الجزء الجنوبي منه بالاضافة الى تشيد مئذنة بالزاوية الشمالية الشرقية ومع ذلك بقي محافظا على طابعه الاصلي. وفيما يخص تأسيسه ، فترجح بعض المراجع أنه بني في سنة885هـ/1480 م وذلك بناءا على كتابة تذكارية من الجص تم العثور عليها أثناء دخول الاستعمار الفرنسي ،دون تحديد مكان وجودها بالجامع، أما الروايات الشفوية فتعتقد إلى فترة أقدم من ذلك دون تقديم أي دليل. إتخذت الجوامع العتيقة أشكالا مختلفة فمنها المستطيلة الشكل عرضها أكبر من عمقها مثل الجامع العتيق بالاغواط بزيادته ، ومايلاحظ عليه أنه يتكون من بيت الصلاة دون ملحقات الأخرى مثل الصحن و الميضأة وبالتالي تحدد الهيكل العام للجامع ، كما يتميز بأضلاعه الغير المتساوية وعدم إستقامة جدرانها وإختلاف سمكها من مكان لاخر ،كما تنعدم فيها الزاوية القائمة ، وهي احدى سمات العمارة الصحراوية.والجدير بالذكر أن هذا النوع من التصميم ليس وليد المنطقة بل يكاد يكون ظاهرة عامة بمناطق الجنوب الجزائري ،اما عن مساحته فهي تعتبرصغيرة جدا مقارنة بالجوامع الكبيرة المعروفة عبر أصقاع العالم الاسلامي . للمسجد بابان من جهة الشرق ، حيث يدخل لقاعة الصلاة مباشرة ولا يوجد عنصر وسيط بين القاعة والشارع كالسقيفة أو الرواق مثلا، للمسجد أربع بلاطات عمودية على جدار القبلة وعمق المسجد به أربع أساكيب ، وكل أسكوب يتكون من بائكة بها أربعة أقواس ، واقواسه ذات طراز رائع فنجد القوس الخارجي شكله مربع بزواياه العليا تدرجات محمولة على أغصان العرعار وعارضة من جذوع النخيل ويحتضن هذا القوس قوسا ثانيا على شكل حذوة فرس يمتاز ببدائية بنائه ،وتحمل الاقواس دعائم مربعة الشكل وضخمة حيث يتجاوز طول الضلع الواحد المتر كما يتميز جدار القبلة بمحراب ومنبر محفورين في عمقه ، توجد بالجدار مشكوات صغيرة حفرت فيه كانت توضع فيها قناديل الانارة سابقا ،وقد يوضع به حجر التيمم واحذية المصلين . اما عن عناصر زخرفة الجامع فهي بسيطة لكنها ذات قيمة معمارية كبيرة نلتمسها في شكل الاقواس المزدوجة :قوس مربع وسطه قوس على شكل حذوة فرس ،وكذا الاعمدة الضخمة التي تحمل الاقواس وطريقة تركيب القوس بالعمود وانشاء القوس الثاني ،طراز المحراب المقوس والبسيط المحفور في حائط القبلة . المواد المستعملة في تشيد المسجد محلية يجدها البناؤن قريبة من محيطهم فيجلبونها بسهولة وينشئون بها بناءات تبقى عبر التاريخ لتشهد على مهارتهم وقد استعمل في المسجد الحجارة في القواعد ويروى ان القواعد نحتت في الجبل " جبل تزقرارين" الذي يقع المسجد فوق سفحه ،اللبنات أي الطوب المجفف على الشمس ،فقد بنيت به الاعمدة والأقواس والجدران ،جذوع النخيل المقطعة طوليا وجذوع الاشجار والجريد المنزوع السعف والقصب استعملت للتسقيف ، ملاط الجير والرمل صقلت به الجدران والأعمدة ،كما طليت الجدران بالجير. عرف المسجد عدة ترميمات في فترات مختلفة منذ تاريخ بنائه خاصة على مستوى السطح فانه تم استبدال بعض اجزائه التي اتلفت بسب مياه الامطار ،وأغلب هذه الترميمات قد استعملت فيها مواد شبيهة بالأصلية لهذا فإنه ماتزال حالته التقنية مقبولة. اثناء دخول الاستعمار للمدينة عاث فيها فسادا فحرق مخطوطات المسجد وافسد الجنود اغلبها حسب شهادات ساكنةقصر الاغواط العتيق ،كما حول الى مكان لتخزين مواد البناء التي استعملت في بناء حصن تزقرارين "بوسكارين سابقا.
بني هلال-العتيق- جبل تزقرارين-حصن بوسكارين-اساكيب-اللبنة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع