مدونة د. محمد فيصل باحميش


العقول على طاولة النقاش د.محمد فيصل باحميش

الدكتور محمد فيصل باحميش | Dr.mohammed faisal bahamish


27/01/2022 القراءات: 2022  


*🏮العقول على طاولة النقاش !!:*
*بقلم✍️د.محمد فيصل باحميش*

بعض الناس ممن تربى في مؤسسات التعصب الفكري، وسبح بحمد الأنا في مراكز التكوين المعرفي، وسقي من كأس القداسة المذهبية، وصقل ذاته الحوارية على قاعدة *(ما أريكم إلا ما أرى)* حينما تجلس معه على طاولة النقاش وتتبادل معه أطراف الحديث في قضايا فكرية شرق في فلك الفهم القاصر والتصور غير المنطقي لأبعادها النقدية؛ فإذا تمكنت من قيادة الحوار بطريقة احترافية وألجمته حجر الحجة والبرهان؛ فإذا خلت جعبته من سهام الرد المنطقي والطرح الموضوعي فإنه ينتقل إلى لغة الطيش ومفردات الانفعال وربما يقوم برمي أحجار اتهامه في مياه صفاتك الذاتية بحثاً عن الهروب من نتيجية حتمية سيسلم فيها قناعاته التي ألبسها رداء العصمة والقداسة لمطارق التصويب والمراجعة النقدية المهنية.

بينما العقول الأكثر رزانة في ساحة النزال الفكري والسجال المعرفي والتي تبحث عن الحق بعدسة التجرد النقدي، فهي قبل أن تقص شريط النقاس الفكري تقوم بنزع ألبسة العصمة عن قناعاتها وأفكارها وتضعها على طاولة التقييم للتعرف على مدى سلامتها العلمية وجاهزيتها الفنية في قيادة الفكر الإنساني إلى قبلة الإنتاج المعرفي، فإذا تمكن الطرق الأقوى حجة من اللعب على وتر البيان المهني وتمكن من تعرية أفكار محاوره بسلطان الأداء الأخلاقي؛ فإن ذلك العقلاني يستسلم لذلك القدر الحواري ولا يحرف مسار الحوار بحثاً عن حفظ ماء وجه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من قناعات باتت على شفير الانهيار الفكري؛ وإنما يقوم برفع شارة التسليم الفكري ويعلن عن القيام بثورة تصحيحية لهدم قواعد تلك الأفكار وبناء ثقافته المعرفية على أرضية فكرية صلبة يشعر بسلامها النفسي في داخله، ويحتضنها المجتمع بأذرع الترحاب المهني.

أيها المتغطرس لقد نسفت قواعد أفكارك بقوة القانون النقدي فإن الاستمرار في لغة المكابرة الفكرية والإصرار على التشبث بقناعات لا تجد صدى وقعها التوافقي في داخلك، والانجرار إلى مربع العنف النقدي للحفاظ على كبرياء جرحها مشرط الحجة ومقص البيان؛ فإن ذلك التعلق السلبي بأستار تلك القناعات المهترئة يفقدك المصداقية ويعرض إرثك المعرفي لألسن النقد اللاذع، والأفضل من ذلك هو أن تعود أدراجك إلى مربع المراجعة وأن تتخلى عن الغطرسة الفكرية، فإن العودة والجلوس على طاولة النقد المهني لقناعاتك أفضل من المضي قدماً في مشروع تغطية أفكارك بمنخل الكبر ورفع رأس العناد الفكري.

*للاشتراك في قناة الدكتور محمد باحميش قم بالضغط على الرابط التالي:*
https://telegram.me/drmfmb


العقول على طاولة النقاش


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع