مدونة الدكتور حميد ابولول جبجاب


مبادرات دعم الإرهاب من قبل دول الاستكبار العالمي الكيان الصهيوني أنموذجاً ( الجزء الثاني )

الدكتور حميد ابولول جبجاب | heemed Apoulol Chibchab


29/09/2024 القراءات: 90  


مبادرات دعم الإرهاب من قبل دول الاستكبار العالمي
الكيان الصهيوني أنموذجاً ( الجزء الثاني )
أ . م . د . حميد ابولول جبجاب
العراق / جامعة ميسان

ذلك نشاهد الإصرار الأمريكي والأوروبي والصهيوني على تصنيف حركات المقاومة " حزب الله ،حماس، الحوثين ، وحتى الحشد الشعبي العراقي" منظمات إرهابية تهدف إلى نزع الصفة السياسية عن عملها، ونزع الحصانة الإنسانية عن أعضائها، فوصف مقاومي الحركات يضع جنودهم في قائمة "محاربون لا شرعيّون"، بل إن حشر الفلسطيني في هوية جوهرانية إرهابية هي الأصل، ففي الصّحافة الإسرائيلية والغربية كلما تعرض الجيش الإسرائيلي لمقاومة غير منتظرة من الفلسطينيين أو البنانين ، اعتبرتها الصحافة دليلا على عملهم الإرهابي. فحسب الرؤية الإمبريالية الغربية والاستعمارية الصهيونية لا يحق للإرهابي أن يقاوم، وهذه المفارقة تقع في صميم الفكرة التي ينهض عليها برنامج "الحرب ضد الإرهاب؛ هذه الحرب الغريبة الّتي يضحى فيها العدو مجرما بسبب دفاعه عن نفسه أو مقاومته.
فهذا الانقلاب في مقولة العدو إنما هو انقلاب بيوسياسي لأنه لا يمكن أن يختزل في شخص الجندي العدو أو المجرم العادي، فمقاتلو حماس او حزب الله او الحوثيون يعتبرونهم من "الإرهبيين" ليسوا جنودا أعداء، وليسوا كذلك مجّد مجرمين، وإنما هم "محاربون لا شرعيون". وهذا الصنف الجديد من المحاربين يمثل في نهاية المطاف وجه العدو السياسي الجديد، أو وجه العدو البيوسياسي الذي أقصي من فضاء المدينة السياسي، وزج به في فضاء "المعتقل" الاستثنائي في غزة، أي الفضاء السياسي الجديد الذي انقلبت فيه السياسة إلى بيوسياسة، وانقلب فيه المجرم الذي يعاقبه القانون إلى "إنسان مقدس"، وتحول الآخر إلى "حياة عارية"، لا يشمله القانون لأنه بلا حقوق، تماما كالمواطن المجرد من حقوق المواطنة لأنه "بلا أوراق". فالتعاطي بمكيالين مع القضايا الإنسانية أصبح جلياً لكل شعوب العالم المستضعف؛ ففي وقت تقوم القيامة في الولايات المتحدة وأروقة مجلس الأمن لجرح صهيوني محتل في لبنان أو فلسطين، تجدها تسكت حين يرتكب الصهاينة المجازر في غزة ورفح ولبنان . كذلك تراها تتشدق بالحديث عن انعدام الديمقراطية وعن سجناء الرأي السياسي في العالم العربي، في حين ترى بشائر ديمقراطيتها في سجون الكيان الصهيوني، لقد تظاهرت القوى الشيطانية وما تسمونه بالاستكبار الذي يتمثل في أمريكا ضد البشرية والقيم الإنسانية . فأرواح آلاف الأشخاص لا قيمة لها عندهم، فقد شاهدتم كيف أن (إسرائيل) في ظرف أيام قتلت وجرحت وشردت عشرات الآلاف وأحدثت الفجائع دون أن بطرف حضن للاستكبار العالمي الذي يستفز أجهزته ويبذل الأموال رياءً لإنقاذ حياة قطة سقطت في بالوعة رغم أنها حيوان .


المقاومة - الكيان الصهيوني - الارهاب - الولايات المتحدة الامريكية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع