وجدت إيران تعاطفًا كبيرًا لدى الشارع العربي غداة ثورة الخميني عام 1979
ووظفت ذلك من أجل توسيع دائرة تأثيرها على المستوى الشعبي في المنطقة
العربية، لكن بفعل سياسات النظام الإيراني في المنطقة تأثرت صورة إيران، إذ
كشفت سلوكيات النظام الإيراني عن طموحٍ للتمدد على حساب جيرانها العرب،
ظهر ذلك بدايةً من مرحلة الحرب مع العراق ووصولً إلى تدخلها الواسع في
المنطقة بعد أحداث الربيع العربي ولا سيَّما تدخلها في اليمن وسوريا، وهي
التطورات التي أدت إلى تآكل “القوة الناعمة” لإيران، فلم يعُد النموذج الإيراني
هو النموذج الثوري الذي يريد العرب الاقتداء به، خاصة بعدما كشف عن صبغته
العنصرية المتعالية، وذلك على الرغم من محاولات إيران توظيف موضوع
القضية الفلسطينية لاستمالة الرأي العام العربي.