أغلب المجتمعات العربية الإسلامية لها ثقافتها وعاداتها وحضارتها الخاصة. كما أن لها تنظيم اجتماعي تسير عليه لينظم حياتها الاجتماعية، إضافة إلى مجموعة من القواعد التي حكمت أوجه الحياة اليومية التي يعيشها الإنسان. فكل هذه الأمور أدت دوراً هاماً ومميزاً أثر على التكوينات العمرانية والمعمارية للمدينة، وأكسبتها الخصوصية التي أتُخدت كمبدأ أو قيمة اجتماعية مهمة في تلك المجتمعات.
ففي العهود القديمة مثلاً كان هناك فصل بين الرجال والنساء في الحياة العائلية، هذه العلاقة الاستثنائية تفردت بها المجتمعات العربية الإسلامية عن غيرها، وكانت هذه العلاقة أحد العوامل المحددة لنمط وشكل الحياة الاجتماعية فيها، والذي انعكس بدوره على الفراغات سواء في المسكن أو المدينة. فقد كان أهم ما يضعه المخططون في تخطيط المدن في السابق علاقات حسن الجوار التي يهدف منها تقوية العلاقات الاجتماعية فيما بينهم، وهذا ساعد على إيجاد نسيج متماسك من العلاقات الاجتماعية داخل المسكن أو خارجه، والذي انعكس بدوره على الشكل الخارجي للمدينة.
الا أن الملاحظ على مدننا ومسكننا اليوم هو غياب الرابط الاجتماعي بين سكان المدينة أو بالأحرى بين سكان الشارع الواحد، وحتى داخل المسكن نفسه، والسبب هو دخول أنماط تخطيطية ومعمارية حديثة بعيدة كل البعد عن بيئتنا وثقافتنا.
تاريخ النشر
10/12/2016
الناشر
مجلة بحوث العلوم الاجتماعية والانسانية
رقم المجلد
رقم العدد
2
الصفحات
12
الكلمات المفتاحية
الخصوصية، المسكن التقليدي القديم ، تأثير الثقافة،العناصر المعمارية
د.إنتصار محمد ميلاد الزنان | Dr. Intesar Mohamed Zannan | 5252