قراءة قصيدة ( الصمت عار ) لعبد العزيز المقالح من منظور التنمية البشرية
مسعد عامر سيدون المهري | Musaad Amer Saidoon Almahry
07/03/2025 القراءات: 26
1. مقدمة عن القصيدة
السياق: القصيدة تعكس روح المقاومة والأمل في مواجهة التحديات، وهي سمة بارزة في شعر المقالح الذي كتب في ظل الصراعات اليمنية سواء ضد الحكم الامامي الجائر في شمال الوطن، ام ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب ، أو حتى في ظل حكم النخب الوطنية التي تجاهلت حقوق الشعب في التنمية والتطوير والاستفادة من مساحات الحرية والعدالة. الصمت والخوف يُقدمان كعيوب يجب التغلب عليها، بينما تُمجد القصيدة الصمود والعمل المتواصل.
المضمون العام: دعوة إلى رفض الخضوع والاستسلام، مع التأكيد على قيمة النضال والأمل كأدوات لبناء مستقبل أفضل.
2. النص وتحليله في ضوء التنمية البشرية
أ. التنمية الفكرية
الأبيات الدالة:
"سنظل نحفر في الجدار / اما فتحنا ثغرة للنور / او متنا على وجه الجدار".
"لا يأس تدركه معاولنا / ولا ملل انكسار".
التحليل: هذه الأبيات تعكس التفكير الناقد والإبداعي، حيث يحث المقالح على البحث عن حلول (فتح ثغرة للنور) بدلًا من الاستسلام للعقبات (الجدار). فكرة "الحفر" ترمز إلى العمل المتواصل والإصرار على التغلب على الصعاب، وهي مهارة فكرية مرتبطة بالتنمية البشرية.
الارتباط بالتنمية: القدرة على التخطيط، المثابرة، والبحث عن مخرج (النور) تدعم نمو العقل وتعزز الوعي بالذات وبالإمكانات الكامنة.
ب. التنمية العاطفية
الأبيات الدالة:
"الصمت عار / الخوف عار".
"نحيا / نحب / نخاصم الأشباح / نحيا في انتظار".
"وغدا يكون الانتصار".
التحليل: المقالح يرفض المشاعر السلبية (الخوف والصمت) ويحولها إلى دافع للحياة والحب والأمل. عبارة "نخاصم الأشباح" تشير إلى مواجهة المخاوف الداخلية، بينما "نحيا في انتظار" و"غدا يكون الانتصار" تعززان التفاؤل والصبر. هذا التحول من العار إلى الانتصار يعكس نموًا عاطفيًا قويًا.
الارتباط بالتنمية: التنمية العاطفية تتطلب الشجاعة لمواجهة المشاعر السلبية، بناء الثقة بالنفس، والحفاظ على الأمل، وهي عناصر واضحة في القصيدة.
ج. التنمية الاجتماعية
الأبيات الدالة:
"من نحن / عشاق النهار".
"ان اجدبت سحب الربيع / وفات في الصيف القطار / سحب الربيع ربيعنا / حبلى بأمطار كثار".
التحليل: استخدام "نحن" يشير إلى الهوية الجماعية، مما يعزز التضامن والانتماء. تعبير "عشاق النهار" يرمز إلى السعي الجماعي نحو النور والحياة، بينما فكرة "سحب الربيع ربيعنا" تؤكد الإيمان بالقدرة الذاتية للمجتمع على خلق التغيير رغم الجدب. هذا يحث على العمل الجماعي والمسؤولية المشتركة.
الارتباط بالتنمية: التنمية الاجتماعية تعتمد على التواصل، التعاون، والإيمان بالقدرة على التغيير، وهي رسائل مركزية في النص.
3. الأسلوب الفني ودوره في تعزيز التنمية
اللغة المباشرة والقوية: عبارات مثل "الصمت عار" و"الخوف عار" تحمل إيقاعًا حادًا يوقظ الضمير ويحفز على الفعل، مما يجعلها مؤثرة فكريًا وعاطفيًا.
التكرار: تكرار "نحيا" و"وغدا يكون الانتصار" يعزز الإحساس بالاستمرارية والأمل، وهو أسلوب يدعم الجانب النفسي للتنمية.
الصور الشعرية: "نحفر في الجدار"، "ثغرة للنور"، "سحب الربيع" تخلق رؤية بصرية تحفز الخيال وتربط الفرد بقضاياه الواقعية بطريقة إبداعية.
4. السياق وتأثيره
الواقع اليمني: القصيدة تعكس التحديات التي واجهها اليمن (الحرب، الفقر، القمع)، حيث يصبح الصمت رمزًا للخضوع والخوف نتيجة الظروف القاسية. المقالح يقدم النص كصرخة لكسر هذا الصمت واستعادة الكرامة الإنسانية.
الرسالة العامة: النضال ليس خيارًا بل ضرورة، سواء أدى إلى النصر (ثغرة النور) أو الموت بشرف (على وجه الجدار).
5. النتائج
التنمية الفكرية: القصيدة تحث على التفكير الناقد والإبداع في مواجهة العقبات.
التنمية العاطفية: تعزز الشجاعة، الأمل، والصمود النفسي.
التنمية الاجتماعية: تدعو إلى التضامن والعمل الجماعي لتحقيق التغيير.
الفاعلية: النص يلهم الفرد لتجاوز الخوف والصمت نحو الفعل، مما يجعله أداة تنموية قوية.
6. الخاتمة
قصيدة "الصمت عار" تتجاوز كونها مجرد تعبير شعري لتصبح دعوة للتنمية البشرية بأبعادها الثلاثة. من خلال رفض الخضوع، تعزيز الأمل، والدعوة للعمل الجماعي، يقدم المقالح نموذجًا للإنسان الواعي، القوي، والمنتمي، مما يجعل القصيدة صوتًا يحفز على التغيير في السياق اليمني الصعب.
الشعر ، اليمني ، التنمية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع