العنف الأسري، أسبابه، آثاره، وعلاجه - ج2
باحث / طه ياسين محمد الزيباري | Taha Yaseen Mohammad Zebari
23/01/2025 القراءات: 7
الأسباب الثقافية للعنف الاسري
العوامل الثقافية تلعب دوراً كبيراً في انتشار العنف الأسري في بعض المجتمعات، حيث ترتبط هذه الأسباب بالقيم والتقاليد والمفاهيم السائدة التي تُبرر أو تُغذي هذه الظاهرة. ومن أبرز الأسباب الثقافية:
1- عدم العلم بالحقوق والواجبات قد يكون من جانب المرأة نفسها، وقد يكون من جانب الشخص الممارس للعنف.
2- تدني المستوى الثقافي لدى الأسر والأشخاص على حد سواء، والتباين الثقافي الكبير بين الرجل والمرأة، ولاسيما في الحالة التي تكون فيها المرأة ذات مستوى ثقافي أرفع من الرجل، فيتكون لدى الرجل حالة من النقص يلجأ إلى تعويضها من خلال استخدام العنف ضد الزوجة، أو الأبناء.
3- عدم إدراك حقوق وواجبات أفراد الأسرة يؤدي إلى إساءة استخدام السلطة داخل الأسرة.
4- غياب الوعي بالقوانين التي تحمي من العنف الأسري يجعل الضحايا أكثر عرضة للتعرض له دون شكوى.
5- بعض المجتمعات تُقدّس الأعراف التي تمنح السلطة المطلقة للرجل في الأسرة، مما يؤدي إلى استخدام هذه السلطة بطريقة مسيئة.
6- الاعتقاد بأن "التأديب" هو جزء من دور الرجل في الحفاظ على استقرار الأسرة يُشرعن ممارسات العنف.
7- هيمنة ثقافة "سيادة الذكر" وتفوقه على المرأة تُعتبر سبباً أساسياً للعنف، حيث تُهمَّش المرأة ويُبرَّر تعنيفها تحت ذريعة الضعف أو العجز.
8- الأمثال والموروثات الشعبية: بعض الأمثال والمقولات الشعبية تُعزز ثقافة العنف، مثل "العصا لمن عصى"، التي تُروّج للعنف كوسيلة للتربية أو حل الخلافات.
9- تطبيع العنف في الإعلام والمجتمع: وسائل الإعلام والأعمال الفنية التي تُمجّد العنف أو تُقدّمه كوسيلة لحل الخلافات تسهم في تعزيزه داخل الأسر.
الأسباب الاقتصادية للعنف الاسري
الأسباب الاقتصادية تُعتبر من العوامل الرئيسية التي تسهم في ظهور العنف الأسري، حيث تؤدي الضغوط المالية وعدم الاستقرار الاقتصادي إلى تصاعد التوترات داخل الأسرة. وفيما يلي أبرز الأسباب الاقتصادية:
1- الفقر والحرمان المادي: الفقر يُسبب شعوراً بالإحباط واليأس لدى الأفراد، مما يؤدي إلى تصاعد التوتر داخل الأسرة واستخدام العنف كوسيلة للتنفيس عن الضغوط. ونقص الموارد المادية يسبب صراعات مستمرة بين أفراد الأسرة حول الاحتياجات الأساسية.
2- البطالة: فقدان الوظيفة أو عدم القدرة على الحصول على عمل يؤدي إلى شعور بالضعف والعجز، مما يدفع البعض إلى تفريغ غضبهم على أفراد الأسرة. والبطالة تُضعف دور المعيل داخل الأسرة، مما يخلق صراعات داخلية.
3- عدم المساواة الاقتصادية بين الجنسين: في بعض المجتمعات، تُسيطر الثقافة الذكورية التي تمنح الرجل التحكم الكامل في الموارد المالية للأسرة، مما يترك النساء والأطفال في حالة ضعف اقتصادي. ومنع المرأة من العمل أو التحكم في دخلها يؤدي إلى صراعات اقتصادية تُفضي إلى العنف.
4- الدين والقروض المالية: تراكم الديون وعدم القدرة على السداد يؤدي إلى توتر العلاقات الأسرية، مما يزيد من احتمالية وقوع العنف. والضغوط الناتجة عن الالتزامات المالية تخلق بيئة مشحونة داخل الأسرة.
5- ارتفاع تكاليف المعيشة: الزيادات المستمرة في تكاليف المعيشة دون تحسين الدخل تسبب ضغطاً اقتصادياً كبيراً على الأسر، مما يؤدي إلى خلافات متكررة قد تتطور إلى عنف.
6- الانحرافات الأخلاقية: يأتي في مقدمتها شرب الخمور والمواد الكحولية التي تعزز الخلافات والمشكلات داخل نطاق الأسرة ويترتب عليها استخدام العنف بين أعضاء الأسرة، فتناول العقاقير والمواد المخدرة بصورة كبيرة يعزز من خطر العنف تجاه الزوج الآخر. وكما يؤدي إلى نزاعات اقتصادية وتوترات بين أفراد الأسرة.
الأسباب الاجتماعية للعنف الاسري
1- البيئية: أن المشكلات البيئية المختلفة التي يتعرض لها الفرد مثل الازدحام وتدني مستوى الخدمات ومشكلة المأوى، وارتفاع الكثافة السكانية، وما يترتب عليه من إحباط للشخص، حيث لا تمكنه من تحقيق ذاته وتحقيق النجاح المنشود، كإتاحة فرص عمل ووظائف مناسبة للشباب، فكل هذا يحثه على استخدام العنف لكي يخرج كل الغضب الكامن بداخله، ونظراً لأن المرأة والطفل هم أضعف الفئات في المجتمع يكونوا هم الممارس ضدهم العنف.
2- العادات والتقاليد: توجد ثقافات وأعراف العديد من أفراد المجتمع، تلك الأفكار تحمل بين جانبيها الأفكار الجاهلية بالتمييز بين الجنسين، مما يترتب عليه ظهور العنف الاسري الذي يعنل في البداية على تقليل مكانة المرأة وتحجيم منزلتها ودورها في المجتمع، من ناحية أخرى تكرم وتعزز من مكانة الرجل، حيث أن الحق في جميع الحالات يكون في مصلحة الذكور للسيطرة وبسط النفوذ على الأنثى منذ مرحلة الطفولة، وإجبار الأنثى على تقبل الأوضاع الغير عادلة، مع أنها لم ترتكب أي فعل غير أنها أنثى وليست ذكراً.
العنف الاسري ، المرأة
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع