أغرب ما رآه في مصر!
محمد تقي بن رحيم الدين | Mohammad Taqi
31/12/2024 القراءات: 25
- أُجريتْ للعلامة الشيخ أبي الحسن الندويّ رحمه الله (ت 1420) مقابلةٌ خلال زيارته الشهيرة لمصر (سنة 1951م)، سُئل فيها عن أغربِ ما رآه في مصر، فقال: «وجدتُ العلماء حليقي اللّحى!..».
- ذكره أحدُ كبار العلماء والدُّعاة المصريّين الأزهريّين -نشأةً وتعلّمًا- رحمه الله، وعلّق عليه بقوله: «ولا ريب أنّ هذه صدمةٌ شديدة لعالم لم يرَ في حياته في وطنه عالمًا واحدًا حليقًا، وحلْق اللّحى عندهم من شأن المتفرنجين والبعيدين عن الدّين، أمّا أن يكون هذا هو الطّابع العام للعلماء في بلد، فهو الشيء الغريب! ومن العجب أن بعض شيوخ الأزهر المتحمّسين لإعادة الأزهر إلى مكانته القديمة يحاولون أن يفرضوا على الطلبة لبس العمامة، وهي مجرد تقليد! ولا يفكرون أن يفرضوا عليهم إطلاق اللّحية، وهو سنّة إسلاميّة بلا ريب!». انتهى من «سيرة ومسيرة» (الحلقة: 33) له.
- وكتب العلامة الشيخ محمد زاهد الكوثريُّ رحمه الله في بعض مقالاته (مقالات الكوثريّ ص 567، ط. باكستان): «فمِن المناظر التي تُؤذي عيونَ المسلمين في العالم أجمع، أن يروا بعضَ كبار العلماء وصغارهم لا يأنفون أن يَحْلِقوا لُحاهم، ويَظْهَروا بمَظْهَر الشَّبَاب الأغرار، البُعَداء عن التفكير في وجوب المحافظةِ على سِمات الوقار، بصفة أنّهم رجال الدّين وهداةُ الأمّة ودُعاةُ السّنّة، مع ما هو مشهود في جميع المِلَل والنِّحَل عامةً من استنكار مثلِ ذلك في رجال أديانهم، ومع ما وَرَد في السّنّة الصحيحة من عَشَرات الزّواجر عن ذلك خاصةً. وليس تقسيمُ السّنّة -في زمنٍ متأخّر- إلى «سُنن هُدى» و«سُنن زوائد»، بمُعْفِيهم عن اللّوم بعد ثبوت تلك الأحاديث الصحيحة الصريحة الزّاجرة عن مثل ذلك -مهما أفتاهم المُفتون-؛ بل نرى في كثير من المذاهب الفقهيّة ردَّ شهادة الحليق في المَحَاكِم الشرعية، فضلًا عن أن يكون قاضيًا فيها، ولو لا الرّأيُ القائلُ باختلاف أحكام التزكية على اختلاف الأزمان، لوقع في الأمر حرجٌ عظيم، وعلى كلّ حال، هذا المظهرُ في علماء الدين يُؤذي أنظارَ المسلمين حقًّا من غير أن يُخَفِّف مِنْ وَقْع ذلك في النفوس استمرارُ العمل على تلك العادة المنكرة في بيْئتنا هذه». انتهى من مقاله «إحياء علوم السّنّة بالأزهر» المنشور ضمن «مقالات الكوثري»، وهو مقالٌ قيّم، كتبَه الشيخُ تقريرًا حول طريقة تنشيطِ علوم السّنّة بالأزهر، تلبيةً لرغبة شيخ الأزهر وقتذاك الشيخ مصطفى عبد الرّزّاق رحمه الله.
الأزهر، مصر، التغرّب
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف