يحاول هذا البحث من خلال المنهج الوصفي والمنهج التاريخي معرفة طبيعة الرقابة المباشرة للحكومة على الصحف الحزبية في العراق خلال العهد الملكي للفترة الممتدة بين الأعوام (1922 ـــ 1954) والفرق بينها وبين الأنواع الأخرى للرقابة على الصحف منها: (الرقابة الذاتية ، رقابة حارس البوابة ، رقابة الجماعات الضاغطة) التي حلت في الظروف الطبيعية التي عاشها العراق خلال بدايات تأسيس الدولة إلى أواخر عقد العشرينات من القرن الماضي محل الرقابة المباشرة على تلك الصحف في العراق الملكي . ويحاول البحث تسليط الضوء على مفهوم الرقابة المباشرة خلال عقود العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات وبداية عقد الخمسينيات من القرن الماضي من خلال الرجوع الى مادة وثائقية مهمة من وثائق وزارة الداخلية في العهد الملكي، ومعرفة أقسامها والمشرفين عليها وأبعادها وجوانبها السلبية والإيجابية من واقع التجربة المعاشة في العراق . وقد بينت نتائج هذا البحث على تقسيم مفهوم الرقابة إلى قسمين: هما رقابة حكومية فرضتها قوانين وتعليمات الموظفين الحكوميين المشرفين على أعمال الرقابة ورقابة ذاتية من داخل الصحف التي بدورها هي الأخرى تنقسم الى قسمين : رقابة ذاتية سلبية تخضع للظروف الخارجية المباشرة وغير المباشرة؛ ورقابة ذاتية إيجابية تخضع لقناعات الصحفي أو الكاتب والتزامه وضميره.