مدونة جمال فؤاد


تيسير النحو للناطقين بغير العربية

جمال أحمد فؤاد عبدالكريم هاشم | Gamal Ahmed Fouad Abdelkarim Hashem


13/09/2020 القراءات: 4777  


إن المطّلع على كتب الناطقين بغير العربية ليجد بعضها ينظم قواعد النحو منفصلة عن باقي المهارات فيفرد لها دروسًا خاصة وتُعرض القاعدة للطلاب الناطقين بغير العربية كما تعرض للناطقين بها؛ وبعضها الآخر -ممن يسعى إلى التيسير- يجعل القاعدة على هامش درس القراءة.

وما ينبغي أن يكون عليه تدريس القواعد للناطقين بغير العربية هو تدريسها بالطريقة الوظيفية (النحو الوظيفي) وبذلك يتحقق الهدف من تدريس القواعد؛ ولقد قال الجاحظ في الرسائل: "وأما النحو فلا تشغل قلب الصبي منه إلا بقدر ما يؤديه إلى السلامة من فاحش اللحن، ومن مقدار جهل العوام في كتاب إن كتبه، وشعر إن أنشده، وشيء إن وصفه".

وإن طرق التيسير متعددة، نذكر منها هنا على سبيل المثال لا الحصر:

١- التدرج: ونعني بالتدرج هنا هو التدرج في عرض المادة العلمية أو القاعدة للطلاب، فمثلا: في المبتدإ والخبر يعرض ضمن تدريس الجملة الاسمية، وبعد التقدم في المستوى نتطرق إلى علامات الإعراب، ثم نتدرج بعد ذلك في مستوى متقدم إلى أنواع الخبر وتقديمه على المبتدأ وأنواع المبتدإ.

٢- التكامل: والتكامل هنا يكون بين المهارات حيث تدُرس القاعدة ضمن المهارات اللغوية لا منفصلة عنها، فالاستماع مدخل من مدخلات اللغة فإذا سلم نص الاستماع من الخطإ، فإن اللسان ينضبط عند التحدث؛ والقراءة مدخل أيضًا من مدخلات اللغة فإذا كان النص المقروء خاليًا من الأخطاء واللسان لا يلحن في القراءة فإن الكتابة تنضبط بها.

٣- الوسائط التعليمية الداعمة: وبها يزول الجمود الكامن في القاعدة والوسائط التعليمية متعددة ومتنوعة؛ فمثلا: الفيديو والصور والخرائط الذهنية والمقاطع الصوتية كل هذه وسائط تعليمية تبسط القاعدة وتيسر على الطالب فهمها وتزيل ما بها من جمود.

٤- الأساليب التدريسية الحديثة: وهنا يمكن القول أن الأسلوب الذي تنتقل به المعلومة للطالب إن خلا من الرتابة والملل وشحذ بالتشويق والإثارة والمتعة، سيتحول التعلم من كونه عبء لا طاقة للطالب به، إلى كونه متعة ينجذب الطالب إليه.

يتبع....


النحو - القواعد النحوية - اللغة العربية للناطقين بغيرها.


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع