الفلسفة والعلمانية: ديفيد هيوم(5)
محمداحمدمحمود | MOHAMED AHMED MAHMOUD
25/04/2023 القراءات: 1131
رأى ديفيد هيوم، أن الدين لا يلعب دوراً جوهرياً فى المجتمع، واعتبره نتاج التجربة والفكر الانسانى، وهو بذلك قد نزع من الدين أصله المتعال بل ورأى أن أصل الدين يرجع الى الحالات النفسية للفرد وخاصة الخوف والأمل، النابع من حالة عدم الشعور بالأمان والضعف، وهو ما أفضى الى قيام الانسان البدائى بتأليه الأشياء والطبيعة، بوصفها قوى فائقة مقارنة بضعفه، ثم انتقل الانسان بعد ذلك الى التوحيد مبرراً هذه العملية من خلال عبادة الإله المحلى الذى يحمى القبيلة، ومع مرور الزمن أصبح مفهوم الله أكثر تجريداً وعقلانية،يتجاوز قدرة الانسان على الاحاطة به، ومن ثم كان الايمان بالغييب.
و رفض هيوم فكرة القانون الطبيعى،الذى تأسس على معطيات العقل المجرد، ونظر الى التجربة الاجتماعية كأصل فى المعرفة، ولأنه رفض الحواس والعقل كمصدر للمعرفة، لذلك رفض أى تصور لقانون عقلى معصوم من الخطأ ومشترك بين الناس، كما رفض فكرة وجود أى قانون إلهى ثابت، فالمجتمع برأيه مبنى على روابط متينة مستمدة من التجربة الانسانية،المستندة للعرف والتقاليد.
ومن ناحية أخرى رأى هيوم أن المجتمعات الانسانية تقوم على التجربة الاجتماعية، وبناء على ذلك استخلص عدة قوانين طبيعية، ومنها قانون ثبات الملكية وانتقالها بالرضا، وقانون الوفاء بالعهد، فهى قوانين انبثقت من التجربة والإلفة، ولهذا رفض كل ماورد فى نظرية العقد الاجتماعى، باعتبار أن نشأة العقد كان نتاج توافق بدئى، إلا أن استمرارها كان على سنن العادة والإلفة، ولذلك فرق بين العقد الأصلى والعقد الشكلى، الأول اتحد بموجبة الأفراد لإقامة المجتمع، بينما الثانى لا أثر لوجودة.
ديفيد هيوم - التجربة - الدين - المجتمعات الانسانية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع