الصّحافــــة المتأنّيـــة
عبد الرحمان قدي | Abderrahmane Keddi
05/12/2022 القراءات: 1841
الصّحافــــة المتأنّيـــة
لنا في مدرستنا الصحفية مثال صارخ عن تشويش عقول الناس واستغلال سذاجتهم الفكرية اتجاه فهم واقعهم المتلون بمختلف الجوانب (الاجتماعي، الاقتصادي، الثقافي، السياسي ...إلخ).
فنجد الصحافة العاجلة التي تقدس مصطلح "السبق الصحفي" وتسعى بكل الطرق والوسائل لتجسيده حتى لو كان ذلك على حساب صحة المعلومات ومصداقية مصدرها، معلومات تفتقد غالبا للدقة مع إتباعها بالتأكيد أو التفنيد إن لم يكن التعديل أو التنقيح لتكون النتيجة معلومات مستعجلة تتسم بالسطحية والغموض حاضرا وتصبح بحاجة ملحة للتحليل والتوضيح مستقبلا.
كما نجد الصحافة المتأنية التي تقوم بجمع المعلومات في صمت وهدوء، تتحرى عن مصدرها وصحتها وأهميتها ومدى تأثيرها ليكون هدفها تقديم مادة صحفية متكاملة تضمن معرفة الأحداث وفهمها بكل التفاصيل والتوقعات حتى لو كان ذلك بعد أيام أو أسابيع.
ففي ظل سطوة شبكات التواصل الاجتماعي على حياتنا المعاصرة انتقل هذا التنافس بين الصحافتين العاجلة والمتأنية من أمواج الراديو وشاشات التلفزيون إلى الفضاء الرقمي، ... في صفحاته ومجموعاته وقنواته ... في منشوراته وتغريداته وتفاعلاته، ومن الصعب التكهن بقوى الميتافيزيقيا أو التنبؤ بقدرات العلم والتكنولوجيا لمن ستكون السيطرة.
في النهاية هدفنا ليس معرفة أي صحافة ستكون مسيطرة، بل الهدف أن نوقظ الوعي لدى الأشخاص والجماعات والمجتمعات، لأن يكونو عن الحقيقة باحثين، لا لكل ما يتلقونه مستهلكين.
الصحافة، المتأنية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف