ماذا يعني لك المسجد الأقصى المبارك ؟
زهران عمر زهران | zahran omar zahran
01/02/2020 القراءات: 3948
الحمد لله الذي خلق فسوى، والذي قدّر فهدى، والذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده وصفيه من خلقه وخليله، بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ولبى نداء ربه حتى أجاب مناديه, وبعد:
فإن أرض بيت المقدس, أرض مباركة باركها, قال الله تعالى: "وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ" (سورة الأنبياء: 71) , وبارك ما حولها, قال الله تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ" (الاسراء:1). أرض وطأتها أقدام الأنبياء عليهم السلام, وأقدام الصحابة, وأقدام التابعين, وأقدام العلماء, والصالحين. هي الأرض التي تستقبل خلافة المسلمين في اخر الزمان "ثم قال عليه الصلاة والسلام : يا ابن حوالة؛ إذا رأيت الخلافة قد نزلت أرض المقدسة" (صححه الألباني). كانت هذه الأرض محط اهتمام النبي عليه الصلاة والسلام ولعل هذا كان بارزا في المعالم الاتية:
1. كانت قبلته عليه الصلاة والسلام التي يستقبلها في صلاته ودعائه ورجائه في الفترة المكية الحالكة الشديدة, وكانت قبلته في الفترة المدنية الأولى فلقد استقبل بيت المقدس في المدينة مدة من الزمن فعن البراء رضي الله عنه قال: "صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا ثم صرفنا نحو الكعبة" (الصحيحين).
2. ذكر فضائله, فلقد أكثر النبي عليه الصلاة والسلام من ذكر فضائلها لأصحابه, ومما جاء في ذلك, عنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ : " قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ : أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلُ ؟ ،قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا ؟ ، قَالَ: أَرْبَعُونَ سَنَةً" (الصحيحين). وعن أبي ذر رضي الله عهنه, قال عليه الصلاة والسلام: "صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى هُوَ ..." (صححه الألباني). عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسو ل لله صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ومسجد الأقصى" (البخاري, ومسلم).
3. البشرى بفتحه: قال صلى الله عليه وسلم: "اُعْدد ستاً بين يدي السَّاعَة: ... ثم فتْح بيتِ المقدس ..." (البخاري).
4. زيارته وإمامة الأنبياء عليهم السلام فيه: فلقد زاره النبي عليه الصلاة والسلام في رحلة الإسراء والمعراج, قال الله تعالى: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى...".
5. توجيه الجيوش لفتحه: فلقد كانت وجهة الغزوات في اخر عهده باتجاه الشام, غزوة تبوك في 9ه. وتجهيز بعث أسامة بن زيد رضي الله عنه فمات عليه الصلاة والسلام قبل أن ينفذ البعث.
يظهر أن بيت المقدس والمسجد الأقصى كان حاضرا في ذهن النبي عليه الصلاة والسلام, كان يحدث أصحابه عن فضائله, ويشوقهم إليه, ويحثهم على زيارته وشد الرحال إليه. فهنئيا لمن اقتدى بنبيه وكان للأقصى وللأرض المقدسة المباركة التي حوته مكانة في قلبه.
المسجد الأقصى ماذا يعني لك؟
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع