تمتع بالصحة النفسية الإيجابية (3)
سعد الدين العثماني | EL OTMANI SAAD DINE
07/12/2024 القراءات: 68
3 - لماذا الاهتمام بالصحة النفسية؟
تؤثر الصحة النفسية على كل واحد منا، تمامًا كما هو الحال بالنسبة للصحة البدنية، كما تؤثر على مجتمعاتنا. ومن البديهي أن أي مجتمع يريد أن يرتقي عليه أن يهتم بصحة وراحة وسعادة بناته وأبنائه. وجميع مؤسسات المجتمع، وخصوصا مؤسسات التنشئة والتربية، مدعوة لجعل ذلك من أولوياتها.
ومن هنا يجب أن تكون الصحة في مفهومها العام والمتكامل مسؤولية مشتركة بين جميع مؤسسات المجتمع، بل إن جميع المواطنون شركاء مسؤولون في عملية الحفاظ والنهوض بالصحة من خلال التركيز على أنماط الحياة الصحية.
ومن هنا فإن الاهتمام بالصحة النفسية ضروري لعدة أمور منها:
1 – أن الصحة النفسية موضوع يمس الحياة اليومية لكل إنسان ويؤثر على مستقبله، ويستمر هذا التأثير في كل أحوال الإنسان وفي مختلف مراحل عمره. وفهم الصحة النفسية بمعناها الواسع يمكن كل إنسان من فهم حياته بطريقة أفضل ومواجهة التحديات والتغلب على المشكلات بشكل أكثر نجاعة ونجاحا.
2 - أن الصحة لا تكتمل عموما ـ سواء كانت صحة الفرد أو صحة المجتمع ـ إلا بالاهتمام بالصحة النفسية، بل إن الاهتمام بالصحة النفسية يفيد في اكتساب صحة جسدية جيدة. وإذا كان المثل يقول: العقل السليم في الجسم السليم، فإن الجسم السليم أيضا يحتاج إلى نفس سليمة وعافية نفسية. ولذلك فإن إهمال الصحة النفسية أو نقصها وتضررها لسبب من الأسباب يضر بالصحة الجسدية، ويزيد – من حيث العموم - من احتمال الإصابة بأعراض أو أمراض جسدية عديدة، قد يكون بعضها خطرا، مثل أمراض القلب ومرض السكري وقرحة المعدة. ومن هنا يجب النظر إلى الصحة النفسية بوصفها عنصرا مهما لتحسين الصحة العامة وتوفير الرفاه النفسي.
3 – أن الصحة النفسية أمل جميع الناس بدون استثناء، كلهم ينشدون الراحة والهناء والسعادة، ويبحثون عنها، ويضحون من أجلها. والناس مجبولون أيضا على البحث عن الإحساس الجيد والطيب، والنفور من الإحساس السيء والخبيث. كما أن أقصى ما يتمنون لأبنائهم أن يعيشوا سعداء متمتعين بصحة نفسية جيدة. وما ذلك إلا لمعرفتهم بأن الاهتمام بالصحة النفسية هو أحسن وسيلة لتحقيق راحة عاطفية ونفسية واجتماعية.
4 - أن الاهتمام بالصحة النفسية يساعد كثيرا على مواجهة مشكلات الحياة، وعلى الوقاية أو التقليل من المعاناة والحيرة والارتباك، وخصوصا عند التعرّض لأحداث تؤدي إلى ضغوطات أو صعوبات أو تغيرات جذرية في حياة الفرد، مثل الزواج أو الطلاق أو تغيير العمل أو فقدانه. ففي هذه الظروف تبرز أهمية وجود صحة نفسية جيدة في المساعدة على التعامل مع تلك التحديات وتجاوزها بنجاح.
5 – أن الصحة النفسية الجيدة أو العافية النفسية منبع أساس لجودة حياة الأفراد والأسر والساكنة، ولحيويتهم وفاعليتهم، وهي أيضا منبع أساس لسعادة الإنسان وجودة الحياة. لذلك يجب بذل الجهود لحمايتها وتنميتها ورعايتها.
6 – أن العافية النفسية تساعد على النمو الاجتماعي السليم، وبالتالي تحسين العلاقات مع الآخرين ونسج صلات اجتماعية صحية، وتعين على التماسك والتعاون والتفاعل الإيجابي، وعلى توفير شروط القدرة على مواجهة المشكلات والأخطار التي يتعرض لها المجتمع، وعلى أن يكون المواطنون أعضاء منتجين ومبدعين في المجتمع.
الصحة النفسية - الصحة النفسية الإيجابية
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع