مدونة عبدالحكيم الأنيس


رباعيات (ألوان وأفنان)...

د. عبدالحكيم الأنيس | Dr. Abdul Hakeem Alanees


10/05/2022 القراءات: 1191  


هذه ألوان وأفنان ممتعة من الرباعيات:
جاء في "إنباه الرواة على أنباه النحاة" (1/ 381):
"قال الخليلُ بن أحمد: العلوم أربعة:
فعلمٌ له أصل وفرع.
وعلمٌ له أصل ولا فرع له.
وعلمٌ له فرع ولا أصل له.
وعلمٌ لا أصل له ولا فرع.
فأما الذي له أصلٌ وفرعٌ فالحساب؛ ليس بين أحد من المخلوقين فيه خلاف.
وأما الذي له أصلٌ ولا فرعَ له فالنجوم؛ ليس لها حقيقة يبلغ تأثيرها في العالم - يعني الأحكام والقضايا على الحقيقة-.
وأما الذي له فرعٌ ولا أصلَ له فالطبّ؛ أهله منه على التجارب إلى يوم القيامة.
والعلم الذي لا أصلَ له ولا فرعَ فالجدل. قال أبو بكر الصّولي: يعني الجدل بالباطل".
***
وجاء في "البصائر والذخائر" (1/ 101):
"قال بعض السلف: ‌العلوم ‌أربعة: الفقه للأديان، والطب للأبدان، والنجوم للأزمان، والنحو للسان".
***
وقال الراغب في "الذريعة إلى مكارم الشريعة" (ص170- 171):
"الطرق التي يُستفاد منها العلوم أربعة أضرب:
الأول: المستفاد من بديهة العقل ومصادمة الحس، وذلك يحصل لكل من لم يكن موقوف الآلة وإن اختلفت أحوالهم في ذلك.
الثاني: المستفاد من جهة النظر: إما بمقدمات عقلية، أو بمقدمات محسوسة.
الثالث: المستفاد بخبر الناس: إما بسماع من أفواههم، أو بالقراءة من كتبهم، ولا يكون الخبر علمًا إلا إذا كانت المظنة عن الخبر به مرتفعة.
الرابع: ما كان عن الوحي:
-إما بلسان ملك مرئي، كما قال تعالى: (نَزَل بِه الرُّوحُ الأمينُ على قلبك).
-وإما بسماع كلامه تعالى من غير مصادفة عين كحال موسى صلى الله عليه وسلم.
-وإما بإلقاء في الرُّوع في حال اليقظة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "إن يكن في هذه الأمة محدَّث فهو عمر".
-وإما بالمنام وهو المعني بقوله صلى الله عليه وسلم: "الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة"، وينطوي على ذلك قوله تعالى: (وما كان لبشرٍ أَنْ يُكلِّمهُ اللَّهُ إِلَّا وحْيًا أو مِنْ وراءِ حِجابٍ أَوْ يُرسلَ رسُولًا فَيُوحِي بِإِذنه ما يشاءُ)".
***
وجاء في "الإعراب عن الحيرة والالتباس الموجودين في مذاهب أهل الرأي والقياس" لابن حزم (1/ 34):
"قال أبو محمد بن عطية:
بأربع ‌فاقت ‌الأمصارَ قرطبة … وهنَّ: قنطرة الوادي، وجامعُها
هاتان ثنتان، والزهراء ثالثة … والعلم أكبرُ شيءٍ وهْو رابعُها"
***
وقال الرازي في "تفسيره" (2/ 418):
"المياه أربعة: ماء المطر، وماء السيل، وماء القناة، وماء العين.
فكذا ‌العلوم ‌أربعة:
علم التوحيد كماء العين لا يجوز تحريكه لئلا يتكدر، وكذا لا ينبغي طلب معرفة كيفية الله عز وجل لئلا يحصل الكفر.
وعلم الفقه يزداد بالاستنباط كماء القناة يزداد بالحفر.
وعلم الزهد كماء المطر ينزل صافيًا ويتكدر بغبار الهواء، كذلك علم الزهد صاف ويتكدر بالطمع.
وعلم البدع كماء السيل يميت الأحياء ويهلك الخلق، فكذا البدع".
***
وقال العلامة الشيخ رشيد الدين سعيد بن علي بن سعيد البُّصراوي النحوي (ت: 684) كما في "تذكرة النبيه" (1/92):
أرى عناصرَ هذا العيشِ أربعةً … ما زال منها فطيبُ العيش قد زالا
أمْنًا، وصِحَّة جسمٍ لا يُخالطُها … تغيُّرٌ، والشبابَ الغَضَّ، والمالا
***
وقال المجلسي الشنقيطي في "لوامع الدرر في هتك أستار المختصر" (8/ 6):
"اعلمْ أن أصل ‌العلوم ‌أربعة:
الأول: ربع العبادات، ويشتمل على كل ما يرجع إلى التعبد، كتعليم الفقه في باب الصلاة والزكاة والصيام والحج، ومعرفة عقائد الدين والأذكار، وغير ذلك.
والربع الثاني: ربع العادات، وهو كل ما يرجع إلى مصلحة الجسد، كالأدب والأكل والشراب، ومعرفة وجوه الكسب من الحلال والحرام والبياعات، وما يتعلق بها.
والربع الثالث: ربع المهلكات، وهو كل خلق مذموم شرعًا، كالكبر والحسد والعجب والغضب والسرقة، كما لا ينحصر.
والربع الرابع: وبه يتم الكلام، هو: ربع المنجيات، وهو كل خلق محمود شرعًا: كالخوف من الله تعالى والزهد في الدنيا والمحبة له، كما لا ينحصر. نقلتُه مِن خط من عزاه للقرافي...
وفي الشادلي: أن الفقه أربعة أرباع: ربع العبادات، وربع العادات، وربع الجنايات، وربع الأقضية والشهادات".
***
القسمة على أربعة:
قال العلامة الأصولي الجليل الأستاذ الدكتور فاضل عبدالواحد للطلاب، في أول فصل دراسي في مرحلة دكتوراه، ولمّا ينتظم الدوام بعد:
أنا وأنتم نقبل القسمة على أربعة:
إمّا أنْ أحضر ولا تحضرون.
أو تحضروا ولا أحضر.
أو لا نحضر كلُّنا.
أو نحضر جميعًا ولا نقرأ شيئًا!
***
وحدثنا فضيلة الشيخ حسين الأهدل المفتي في دائرة الشؤون الإسلامية بدبي عن بعض علماء اليمن -وهو الشيخ معوضة حسين دهموش من علماء تهامة- أنه كان يقول:
الفقهاء أربعة: فقيه حلقة، وفقيه ورَقة، وفقيه دلَقة، وفقيه مرَقة.
-وفقيه ورقة هو الذي يعرف شيئًا من القراءة فيقرأ للناس ما يحتاجون الى قراءته، ويتعتع فيه. وكانت الأمية غالبة على الناس.
-ودلقة الذي يسارع الى القول والفتوى بلا علم.
-ومرقة الذي يقرأ في الحفلات حرصًا على حضور الولائم.
-وفقيه الحلقة هو العاكف على تعليم الطلبة حقًّا.
***
وأنشدني الأستاذ أحمد سليم الحَمّامي مكاتبة من مدينة الرياض ناظمًا هذه المقولة: "شروط العلم أربعة: شيخ نصاح، وكتب صحاح، وخط وضاح، والدرس بالإلحاح"، في (16) من جمادى الأولى سنة (1442) الموافق (31) من كانون الأول عام (2020):
إنَّ شروطَ العلمِ فاعلمْ أربعهْ ... شيخ نصوحٌ باذلٌ لما معَهْ
عِلمًا شريفًا راجيًا أن يُسْمِعَهْ ... لطالبٍ ذي فِطنةٍ فينفَعَهْ
أصولُهُ كُتْبٌ صِحاحٌ مُسْمَعَهْ ... على شيوخٍ بالعلومِ مُتْرَعَهْ
قد بلغَتْ بالضَّبطِ ما ليس مَعَهْ ... وخطُّهُ أَجْمِلْ به ما أروعَهْ
وهمّـةٌ عليّةٌ لِتَجْمـعَـهْ
***
البيت رقم (4):
استأجرت في دبي منذ نزلتها حتى الآن أربعة بيوت، ومن الموافقات أن البيت الرابع يحمل الرقم (4)، في مجمع سكني في منطقة (البَراحة). وهذه المنطقة يقولُ فيها الشيخ محمد نور سيف المهيري مِن قصيدة:
مَن يرد في المصيف روحًا وراحه ... فليشيدْ عريشَه في البراحه
***


رباعيات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع