مدونة وسام نعمت ابراهيم السعدي


التعايش السلمي أزمة المفهوم وإشكاليات الدلالة:" تمهيد وتقديم "

د. وسام نعمت إبراهيم السعدي | DR.Wisam Nimat Ibrahim ALSaadi


31/10/2024 القراءات: 1342  


التعايش السلمي أزمة المفهوم وإشكاليات الدلالة:
الأستاذ المساعد الدكتور وسام نعمت السعدي
" تمهيد وتقديم "
تزخر الدراسات الدولية بالكثير من المصطلحات المهمة والمؤثرة في واقع المجتمع الدولي المعاصر، ويتم تداول بعض المصطلحات ذات البعد السياسي والقانوني للتعبير عن فلسفة قيام التنظيم الدولي المعاصر وفلسفة بناء عناصر ومرتكزات المجتمع الدولي، واذا كانت هناك مجموعة متميزة من الدراسات الفقهية القانونية في الفقه الغربي والعربي تتداول في بعض الأحيان مصطلح "التعايش السلمي" وتشير اليه بعبارات ومفاهيم مختلفة ومتعددة ومتناقضة في بعض الأحيان، فان الأمر يرتبط في جوهره بغياب التعريف الواضح والمحدد والدقيق لهذا المصطلح والتباين الحاد في التعاطي مع هذا المصطلح تبعاً لاختلاف وجهات النظر الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والقانونية، وتبعاً لتعدد المدارس الفقهية في القانون الدولي وتطور مستويات العمل في مجال القضاء الدولي.
ولا يمكننا أن ننكر باي شكل من الأشكال حقيقية أن مدارس القانون الدولي العام التقليدية والحديثة والمعاصرة قد تعارفت على هذا المصطلح وتداولته في العديد من المواقف والتجارب والتطبيقات وحاول جانب من الباحثين والكتاب الدخول في دراسة هذا المصطلح وتحديد مدلولاته ومكنوناته وعناصره، إلا أن الأمر لديهم لا يزال يثير الكثير من الجدل والخلاف وعدم الوضوح في إبراز معالم هذا المصطلح وفي تحديد مرتكزاته وعناصره ومقوماته، بل إن هناك من لا يزال يخلط بشكل واضح ما بين التعايش السلمي وما بين الكثير من المصطلحات الأخرى ذات الصلة بالعيش المشترك في أجواء يسودها السلام والأمن والاستقرار.
وباعتقادنا فان التعايش السلمي كمصطلح له مدلول فلسفي وفكري مميز في اطار دراسات وأبحاث القانون الدولي، فهو مصطلح ينطلق من فلسفة التنظيم الدولي والتعاون الدولي ومقاصد قيام النظام الدولي وإرساء أسسه وقواعده، فاذا اردنا أن نؤصل لهذا المصطلح في منظور قانون التنظيم الدولي نجد انه يندمج بعمق في أدبيات قيام التنظيم الدولي منذ البدايات الأولى حيث الرغبة الفعلية في نزع فتيل الأزمات والتقليل من فرص اللجوء إلى الحرب والعمل من اجل تسوية المنازعات الدولية بالطرق السلمية والحد من مخاطر استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، وهنا نجد أن جميع المنظمات الدولية العالمية منها والإقليمية وبغض النظر عن أهميتها وطبيعة مهامها وتأثيرها في الحياة الدولية تسعى إلى تحقيقي مقاصد التعايش السلمي من خلال إدماج مجموعة من الآليات والإجراءات وإقرار مجموعة من المقاصد والأهداف والمبادئ التي تنصهر بمجملها لتحقيق مقصد استراتيجي واضح في حياة المنظمة الدولية والمتمثل بتحقيقي سبل التعايش السلمي على مستوى الدول والشعوب والأمم والثقافات والقيم والنظم الاجتماعية والسياسية وحماية عناصر الأمن والسلم الدوليين بحالة تمدهما بالمزيد من الانسيابية ومن الفاعلية ومن القدرة على التحقيقي في الميدان.


التعايش السلمي- السلم والامن - المنظمات الدولية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع