الزعيم الاجتماعي: شعلة تضيء دروبنا في ظلام الفوضى
د. محمد سلامة غنيم | Dr. Mohammed Salama Ghonaim
23/07/2024 القراءات: 162
هل لا زلت تؤمن بدور الزعيم الاجتماعي في مجتمعنا؟ شاركنا رأيك!
من هو الزعيم الاجتماعي الذي أثّر في حياتك؟ ولماذا؟
كيف يمكننا تعزيز دور الزعماء الاجتماعيين في عصرنا الحالي؟
ما هي صفات الزعيم الاجتماعي الذي نحتاجه في مجتمعنا؟
لماذا يُعتبر الزعيم الاجتماعي ضرورةً لا غنى عنها في تحقيق التنمية؟
يجب أن يتوافر في كل حي أو قرية -على الأقل- نموذج اجتماعي (زعيم اجتماعي) يهابه الناس ويحترمونه، يحرس العادات والتقاليد ويوقظ الهمم ويرسخ القيم ويحمي المعتقد، يطيعون أوامره وينتهون عن نواهيه، ينشر بينهم الفضل قبل العدل؛ لأن القانون مهما كانت صولته لا يمكن أن يحقق الأمان والتسامح في المجتمع؛ لأنه عرضة للتحايل والمراوغة من قبل أصحاب الضمائر الفاسدة.
قديما كانت الناس تعتمد الزعامة الدينية، ومنذ عقود كانت الناس تعتمد في المدن زعامة الفتوة (ولمن تكن قائمة على الظلم والبطش كما صورها الإعلام) وفي القرى كانت الزعامة للوجهاء والعمد، فكانت تحترم العادات والتقاليد، ويسود الفضل والتسامح بين الناس واحترام الحقوق..
ومن البدهي أن العامة لا بد لهم من (مرجع اجتماعي) يجتمعون إليه في أفراحهم ويرجعون إليه في أتراحهم، فإن لم يكن إلى زعيم يقتدى به، كان إلى مترف ضال مضل(غني أو مشهور اجتماعيا)، وإن لم يظهر بينهم لا هذا ولا ذاك احترموا القوة المتمثلة في البلطجية والخارجين على القانون.
أما اليوم وقد غابت الزعامة الاجتماعية فقد انتهكت العادات والتقاليد وعمت الفوضى والبلطجة، حيث مراوغة القانون والتحايل عليه، خصوصا في الأحياء الشعبية، واقتدى الناس بالتافهين والسفلة، فلم يعد هناك رابط ولا ضابط لتصرفاتهم.
ومن هذا المنطلق نؤكد على ضرورة استعادة الزعماء الاجتماعيين في الأحياء والقرى، لدورهم المهم في مساعدة الدولة في تحقيق الأمن والسلام بين الناس، وإذا أردت أن تعرف قيمة هذا الدور، فانظر في أبعاد المشكلات التي يقوم بحلها المحكمين العرفيين، لتدرك قيمة هذه الزعامة في وأد الفتن واحتواء الصراعات قبل بروزها.
ومع ذلك لابد وأن يجسد الزعيم الاجتماعي روح الإسلام، على أن يتوافر فيه صفات مظهرية في الهيبة والوقار..، وعقلية في الحكمة والذكاء..، وخلقية في العدل والشجاعة..، واجتماعية في القدرة على التواصل مع جميع أفراد المجتمع والتواضع والتسامح...
إن الزعيم الاجتماعي ليس مجرد قدوة، بل هو لبنة أساسية في بناء مجتمع قوي ومتماسك، فهو يوفر الرعاية الاجتماعية لأفراد مجتمعه، ويعزز القيم الأخلاقية السامية، ويشجع العمل التطوعي، ويعمل على حل النزاعات بين أفراد المجتمع، وبذلك يسهم في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
إن تكوين الزعماء لا يقتصر على الفرد نفسه، بل يتطلب تضافر جهود الأسرة والمؤسسات التعليمية والدينية. فمن خلال غرس القيم الأخلاقية في نفوس الأبناء وتوفير بيئة محفزة على التطوير والتعلم، يمكننا أن نربي جيلاً من القادة القادرين على حمل أمانة قيادة مجتمعاتهم.
إن الزعماء الاجتماعيين في عصرنا الحالي يواجهون تحديات كبيرة، مثل التغيرات السريعة التي يشهدها العالم، والتنوع الثقافي، وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، والتحديات الاقتصادية. ومع ذلك، فإن دورهم لا يقل أهمية عن أي وقت مضى. إن ارتباط المجتمعات بالنماذج الصالحة المصلحة هو مفتاح قوة وتقدم هذه المجتمعات، كما أثبت التاريخ."
قائد، تربية، اجتماع
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
صدقت دكتور..كلام بمنتهى الدقة. لكن ألا تشاركني الرأي بأن إعادة القادة الاجتماعيين إلى مجتمعاتنا العربية، يحتاج إلى آليات تتم دراستها بدقة بناءُ على طبيعة كل مجتمع، فلكل بيئة تفاصيلها الدقيقة، فالموضوع فعلاً يستحق العمل عليه، خاصة في زمن بات فيه وجود القائد الاجتماعي محفوف بالصعاب حتى ضمن الأسرة الواحدة، في عالمٍ يجنح إلى المجد الفردي وكل ما فيه يعزز فلسفة الأنا ويُبعد الفرد عن وحدة الحال مع الجماعة. وهذا ما يجب أن يدفع المجتمعات إلى التركيز على الدراسات الاجتماعية وإعطائها الأولوية وتحويل نتائجها إلى تطبيقات تتبناها الحكومات وتجعلها جزءاً من ثقافة الدولة،
أحسنت دكتوره التحول من النظرية إلى التطبيق يحتاج إلى تكاتف الجميع على المستوى الرسمي وغيره، لكن الأمر أصبح ضرورة لإعادة القيم إلى الشارع مرة أخرى