مدونة احمد عمر احمد عمر سالم غلاب


لماذا نقتل الموهبةَ عند كثير من الصغار الذين خُلقوا وخُلقت معهم مواهبهم؟

احمد عمر احمد عمر سالم غلاب | ahmed omar ahmed omar salem


31/01/2020 القراءات: 4937  


كان حريًّا بكثير من الفاشلين أن يكونَ لهم في الحياة وبعد الممات شأنٌ يذكر، وقيمةٌ كالقمَّة في هام المجد، وخلودٌ عابق بالشذا على مرِّ الدهور، لكنهم فشِلوا، ولم يُكتب لهم النجاح، أتدرون لماذا؟!
لأن مواهبَهم وُئِدت وهي حية، ولم يجدوا لهم نصيرًا ولا مُعينًا، بل هدم كثيرٌ ممن حولهم صرحَ الموهبة العامر في نفوسهم، وجعلوه فُتاتًا تَذروه الرياح، ولو أن أحدًا ممن كان حولهم أيام الطفولة انتشل تلك المواهبَ من براثنِ المنتقدين بسخافة - لَمَا كُتب لتلك المواهبِ أن تموتَ، ولكن على العكس، إنهم قد ساعدوا في حفر الحفرة، وفي ردِّ التراب.
• الموهبة ما هي إلا هبةٌ من الله، وهبة الله غيرُ هبة البشر؛ لأن هبةَ البشر غالبًا ما تكون ماديةً غيرَ قابلة للنماء، ومصيرها إلى الزوال بعد حين يسير، أما هبة الله فمعنوية، تنمو مع صاحبِها، وتبقى ملازمةً له ما دام فيه قلب ينبض، وعينٌ تطرِف، والله يَهَبُ المواهب لمن يشاء.
• كم من صاحبٍ كان معنا في مقعد الدراسة، وله من المواهب ما اللهُ به عليم، لكنه فشِل في نهاية المطاف، فتأمَّلْنا في فشله، فرأينا أن الأسبابَ قد تكون:
إما لعدم اهتمام الأهل به، وإما لتعرُّفِه على ثُلَّة من أصدقاء السوء الفاشلين، أو لأنَّ بعضَ المدرِّسين كانوا ينعتونه بالفشل دومًا، فأثَّر ذلك في شخصيتِه، ووُئِدت مواهبُه، وهي - كما أسلفنا - لا تزال في بداية الحياة.
• هناك ارتباطٌ وثيق بين علوِّ الهمة، وبين الموهبة، فالمواهب التي لا تحفزُها همةٌ عالية، ولا تسمُو بها نفسٌ توَّاقة للمجد والخلود، ولا يشدُّها إلى العلياء طموحٌ وثاب - تسَّاقطُ من صاحبها رويدًا رويدًا كما تسَّاقط أوراقُ الشجرة في الخريف؛ لتصبح فيما بعد عاريةً متجمِّدةً في صقيع الشتاء.
• المواهب تحتاج إلى تقويم وإرشاد، وإلا فإنها ستهوي بصاحبها في مهاوي الضلال، وتُلقي به في مستنقع الرذائل، وستتركه بلا فُلْكٍ في بحار الانحراف، وغياهب الضياع، فالمتأمِّل في الحياة يرى أن اللصَّ صاحبُ موهبة؛ لأنه يخطِّط ويُبدع في تخطيطه قبل السرقة، ولكنه لم يحسن استخدامَ تلك الموهبة، وكذلك فإن الماكرَ المخادع صاحبُ موهبة؛ لأنه لم يَخدع إلا بعد إعمال الفكر، وبمساعدةٍ من الشيطان والنفس الأمَّارة بالسوء، فهو صاحب دهاءٍ وذكاء؛ لأنه فكَّر وقدر، ولكنه استخدم مكرَه وذكاءه في الضلال، وأعمل فكره في الخداع، فقُتل كيف قدر، ثم قُتل كيف قدَّر.




الموهبه


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع