مدونة باسم عبد الرحمن محمد سليمان


في حب اللغة العربية ( من أحب اللغة العربية فقد أحب الإسلام )

باسم عبد الرحمن محمد سليمان | Basem Abd AlRhaman Mohamed Soliman


16/04/2024 القراءات: 957  


تعد اللغة من أهم الملامح التي تكون هوية الأمة وتميزها عن غيرها من الأمم؛ فاللغة والدين هما العنصران المركزيان لأي ثقافة. وكل لغة تتعرض للاحتكاك باللغات الأخرى مرشحة للتحدي؛ ذلك أن الاحتكاك الحضاري يستتبع احتكاكا لغويا في الغالب بين اللغة الأصلية واللغة الوافدة. فهل تواجه اللغة العربية تحديا في عصر العولمة؟
عندما كان العرب يعيشون منعزلين نسبيا في جزيرتهم العربية، لم تكن لغتهم تتعرض للاحتكاك بالدرجة التي تؤثر فيها تأثيرا عميقا؛ لذلك اقتصرت التأثيرات الأجنبية فيها على بعض الألفاظ التي أفادها التجار وبعض الشعراء من البلدان المجاورة، والمتعلقة غالبا بأسماء الأدوات أو النباتات التي لم يكن للعرب عهد بها في جزيرتهم. وبعد أن انتشر العرب في الأمصار الإسلامية أخذت التحديات تواجه اللغة العربية بفعل الاحتكاك باللغات الأخرى. وعلى الرغم من أن الغلبة كانت لها على تلك اللغات، وتحول أبناء تلك الأقطار إلى الثقافة العربية الإسلامية واللغة العربية، كما حدث في مصر وفارس، فقد تأثرت باللغات الأخرى بدرجة جعلت العلماء آنذاك يبادرون إلى جمعها من أفواه العرب الأصلاء، ويضعون لها القواعد.
أما في العصر الحاضر فتواجه اللغة العربية - كغيرها من اللغات الشرقية- تحديات من قبل قوى العولمة المختلفة المتمثلة في المصالح المادية الناجمة عن الاتصال بالأجنبي، والتأثير الإعلامي القائم على تفضيل اللغة الإنجليزية على أنها اللغة العالمية التي هي لغة النشر، إن التحدي الذي يواجه اللغة العربية في هذا العصر مرده إلى الشعور المبالغ فيه بأهمية اللغة الأجنبية الناتج غالبا عن الانبهار بكل ما هو أجنبي. والغريب أن الولع باللفظ الأجنبي يؤدي بكثير من الناس إلى ترك اللفظ العربي الميسر إلى الغريب؛ مثل: كلمة (جوال)، التي استقرت لدى كثير من العرب، ومع ذلك فإن بعض الناس ما زالوا يستعملون كلمة (موبايل).
وقد بادر بعض أبناء العربية بتشجيع الاستعمال الرسمي للفظ العربي وإكسابه السيرورة، كما هي تجربة المجمع اللغوي في دمشق، فمنذ نشأته عام 1919م بادر إلى دراسة الألفاظ الأجنبية الشائعة في الدوائر الرسمية، واستبدل بها ألفاظا عربية؛ ولذلك ينبغي أن نعرف أن الاعتزاز باللغة العربية لا يكون من خلال الكلمات الرنانة، وإنما يكون من خلال التطبيق العملي لإحلال هذه اللغة محلها اللائق في نفوس الناشئة ليكبروا على حبها والتعلق بها.
الباحث / باسم عبد الرحمن محمد سليمان


الدفاع عن اللغة العربية


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع


اللغة العربية تثبت العقل وتزيد في المروءة