عرش سومر الشعر فن النخبة
د . اشواق غازي الياسري | dr. ashwaq ghazi al- yasiri
09/10/2020 القراءات: 4044
عرش سومر الشعر فن النخبة
ج١
أجتمعت عدة أسباب واتفقت لينحسر الشعر ( عربيا ) ويتنازل عن عرشه للرواية، فامام ارتفاع المد الروائي انجذب الشعر إلى زواية قصية يقف كالمتفرج ليشاهد اغلب كتابه قد تحولوا هم أيضا لكتابة القصة والرواية.وآخرون كانوا أكثر وفاء للصنعة فجمعوا بين الشعر والسرد في كتاباتهم المذيلة بكلمة..نصوص جمع فيها الشاعر فنون الجنس الأدبي فيبدو الشعر مع اخوانه كحجر راسخ يفتتح النص السردي
من إضاءة لماسبق نشير لإحدى هذه النصوص من ديوان شريط صامت الذي جاء توثيقا لمرحلة ما بعد 2003 وبدء مرحلة جديدة تمتاز بضياع الامان وكواتم الصوت والانفجارات والتصفيات الجسدية
للشاعر العراقي عبد الزهرة زكي ، حيث وظف في هذا الديوان كل تقنيات السينما وكذلك الافادة من تقنيات السرد .
يقول في قصيدة " رائحة الحب"
يا أم .. انتظريني ،
ومضى ..
ترك الباب مفتوحا ..
وترك خلف الباب
رائحة الحب ،
كان سعيدا ،
قميصه مفتوح ٌ
وشفتاه ، صامتين ، تهذيان .
وقلبه في عينيه يطير .
سمعت أمه الرصاص .
........
.......
ومنذ أربعين َ ،
لم يزل الباب ُ مفتوحاً ..
ولم تزل الرئحةّ
خلف البابِ تنتظر.
فبالرغم من اكتمال عناصر البناء السردي من مكان وزمان وحدث وشخصية أسهمت في إضاءة المعنى السردي لكنه قد جاء حافلا بالدرامي ومقتطعا لمشهد هو لقطة حية للحياة اليومية فالمتلقي يلمح بوضوح ذوبان الحدود بين الشعري والنثري وتقديم النص بتركيز النثر للقارىءفمن وجهة نظر الراوي لازال الباب مفتوحا ومن وجهة نظر الام الزمن لم يتحرك ولم تفقد انتظاره لاسيما وأن الرائحة قد اكتسبت عنصر الثبات ف/ منذ أربعين.... الرائحة معادلة موضوعيا للحضور خلف الباب .
الشعر النثر
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع