غياب العدالة والصرامة يولّد ثقافة التناقض
بلمقدم يحيى | Belmokaddem yahia
12/01/2022 القراءات: 2859 الملف المرفق
ثقافة التّناقض La culture de contradiction
لقد قمنا باستنتاج هذا المفهوم من خلال دراسة ميدانية حول الجامعة الجزائرية والتغير الاجتماعي في إطار أطروحة دكتوراه علوم، - وهذه الخاصية لا تميّز المجتمع الجزائري وحده بل هي عامة تعرفها مجتمعات كثيرة في العالم خاصة تلك التي تدّعي الدفاع عن حقوق الانسان والحرية والديمقراطية في مجتمعات غير مجتمعاتها... - هذه الثقافة لا تميّز الطالب الجامعي فقط، بل أصبحت تميّز الكثير من أفراد المجتمع، في جميع مناحي الحياة الاجتماعية السياسية، الاقتصادية، الدينية...إلخ، وهذا راجع لفشل البني المجتمعية، وعلى رأسها البنية السياسية (نحن نتكلّم هنا عن فترة العشرية الماضية التي نسمّيها "فترة الأكذوبة السياسية" التي كشفها الواقع، وهذا الفشل راجع لغياب العدالة، والصرامة، على الترتيب، فهاتين الأخيرتين توأمة، ولا يمكن أن ينجح أيا كان في سياسته، أو حياته سواء كان فردا، أو جماعة (رسمية أو غير رسمية)، أو نظاما سياسيا، اقتصاديا ... إلخ، إلا إذا تزامنت العدالة مع الصرامة وهي النظرية التي نطمح إلى تأسيسها، لأن العدالة بدون صرامة تخلق من يتمرد من أصحاب النفوس المريضة (أفراد، جماعات، وحتى مجتمعات)، وينتج عن ذلك ظواهر اجتماعية مرضية (Pathologique)، لذلك لزمت الصرامة، والعقاب، والصرامة بلا عدالة تخلق من يتمرد ضد الظلم واللامساوات، وهو عمل صحي، وهو الذي عرفته المجتمعات الغربية في فترة عصر الاقطاع (هيمنة الكنيسة، والملوك على جميع مناحي الحياة في أوروبا القروسطية) حيث ظهر فلاسفة، ومفكرين، وتنويريين أطلق عليهم أنذاك اسم فلاسفة عصر الأنوار الذين أناروا عقول البشر بأفكارهم العلمية المناهضة لحكم وسيطرة الكنيسة ورجال الدين على الحياة الإنسانية الأوروبية، انتهى في الأخير بالثورة الفرنسية التي غيّرت مسار التاريخ الأوروبي خصوصا والغربي عموما، كما شهدت المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة ما يسمى "بالربيع العربي" وانتهى في الأخير بالاجهاض، بسبب اللاوعى من جهة، وبسبب تدخل الآخر في الشؤوون الداخلية لتلك المجتمعات من جهة أخرى.
الصّرامة، العدالة، الثقافة، التناقض، المجتمع، الفرد.
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع
مواضيع لنفس المؤلف
مواضيع ذات صلة