مدونة ابن البوادي د. برير الرضي محمد تيراب
لمااااذا جااااءت كورونااا
د. برير الرضي محمد تيراب | Preer alradiy Mohammed Tirab
14/06/2020 القراءات: 4144
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي إختبرعباده بالمعاصي تارة وبالطاعة تارة أخرى، ليعلم من الشاكر الحامد منهم؟
في ساااااعة الشدة والرخاء
وفي سااااااعة الفقر و الغناء
وفي ساااعة الهدى والضلال
وفي اجتناب ما نهى عنه وما أمر به من حلال أو حرام.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العلام.
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله خير رسل الله *وبعد* :
وسلم تسليما كثيرا أيها الناس.
*عبادَ الله* يقول الله سبحانه وتعالي في محكم تنزيلة - كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون - لقد حانت ساعة التوبة والرجوع لله عز وجل لما نحن فيه من إبتلاء وشظف العيش نقف إليوم إخوة الإيمان مع حدث عظيم وأمر ذو شأن عظيم إنه دا العصر الذي انتشر بين مجتمعنا
عباد الله هل سئلنا أنفسنا يوما لما انتشر هذا الوباء بسرعة؟ أخوة في الله كورونا لم تأتي لتقتل أو تبيد؟
كورونا جاءت لتحي...
نعم جاءت لتحيي ضمير نا الغافل
جاءت لتوقظنا من غفلتنا..
جاءت لترينا ضعف قوتنا...
لأننا عجزنا أن نري جرثومة استطاعة أن تهدد الكون بأكمله رغم صغر حجمها الذي لا يكاد يرى بالعين المجردة.
جاءت لتقول لنا أن هنالك رب غفلنا عن ذكره، وهو القادر على تغيير كل شي.
ذرة شلت حركة التبادل التجارة بين دول العالم ودمرت اقتصادها وهددت أمنها.
*أخوة الإيمان* كنا نظن أن دولا ظلمت شعبها فسلط الله عليهم تلك البلاء وأرسل عليهم جند من جنوده وهو القادر إرسال ما يشاء
*فقال جلا وعلا* مخبرا عن الأمم السابقة - فكلا أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أخذته الصيحة
ومنهم اغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانو أنفسهم يظلمون.
*عباد الله :*
لقد أغلقت كورونا مساجدنا ومؤسساتنا وأماكن عملنا وعطلت بسببها عجلة التنمية الاقتصادية وأوقفت حركة السير بين البلدان وفقدنا الكثير من أهلنا فوالله إنه لمصاب جلل تتهتز له القلوب وتقشعر منه الأبدان فهل أدركنا عظيم مصابنا؟
*أيه الاحبه -* لو كان لكورنا إيقاف الطواف فقط لكفى بنا من ألم ومع هذا لم تدمع أعيننا ولم تهتز مشاعرنا - بل أمسينا ونحن نتبادل الأخبار عن إغلاق أقدس المقدسات الإسلامية وكأننا نتحدث عن إغلاق مول تجاري لأمر ما.
*عباد الله :*
كورنا ليست وباء للبشرية فحسب بل نحن الوباء على هذه الأرض إن لم نرجع إلى الله تعالى
قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله -تعالى، فيغفر لهم - أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.
*الخطبة الثانية*
الحمدالله الذي خلق الأشياء فقدره تقديرا
وصور كل شيء فاحسنه تصويرها ومنح الإنسان العقل فجعله سميعا بصيرا وهدانا بنعمته فيالها من نعمة وفضلا كبيرا وشرفنا بالعلم ونور عقولنا تنويرا، وأشهد أن لا إله إلا الله واشهد ان سيدنا محمد الذي أرسل للخلق كافة بشيرا ونذيرا.
اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين إخوة الإيمان
كلنا رأينا حجم الضرر الذي خلفه هذا الوباء
من إغلاق للأسواق والمدن وإيقاف لحركة السير والمرور وتهديدا لامن المجتمعات
جيئ في الأثر أنه : يأتي زمان على الناس لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه أناس همهم بطونهم وقبلهم نسائهم ودينهم أموالهم لا يعبدون الله إلا في أشهر معلومة فإذا فعلوا ذلك إبتلاهم بالسنون قال سائل وما السنون إذا يا رسول الله؟
قال (ص) جور الحكام وغلاء المؤمن وكثرة الأوبه فيحبس الله عنهم المطر في أوانه وينزله في غير أوانه.
ونحن اليوم نرى ما يدور في واقعنا من مخالفات وانتهاك لاعراض الآخرين فحق على الله أن يبتلينا ويرسل علينا ما يشاء
فقال جلا وعلا - فلو لا إذ جائهم باسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون.
*عبادَ الله*
قد يبتلى الله عز وجل عباده بسبب ذنوبهم فيرسل عليهم ما يشاء كما ارسل على اللذين من قبلهم لعلهم يرجعون فمنهم من ارسل عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفاضع والدم آيات مفصلات
والا فتح عليا أبواب كل شيء - فلما نسو ما ذكورا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتو أخذنا هم بغتة فإذا هم مبلسون.
اللهم إنا نعوذ بك من غضبك عنا واخذك لنا بما كسبت أيدينا
*عباد الله*
لقد عم الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدى الناس وانتشر الظلم بينهم فلو لا رحمة الله بنا لكنا من الهالكين
قال جلا وعلا ولو يواخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يوخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصير.
قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا وهم ولا قوة ولا حزن الا كفر الله عنه بها من خطاياه حتى الشوكة يشاكها.
*أخوة الإيمان*
كورونا لم تختلف عن الطاعون الا في اسمها وقد سأل صحابة رسول الله النبي (ص) عن الطاعون : قال عليه الصلاة والسلام إنه عذاب أو رجز أرسله الله عز وجل على طائفة من بني اسرائيل أو أناس كانو قبلهم فإذا سمعتم به بأرض فلا تدخلوها عليه وإذا دخلها عليكم فلا تخرجوا منها فرارا منه - ونحن الآن نخالف هذا النهج النبوي بإجلاء الرعايا من دولة الصين التي انتشر فايروس كورونا المعدي ،
اللهم احفظنا من آلام الحلق والحمى
اللهم احفظنا من ضيق التنفس والصداع
اللهم احفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من هذا الوباء
اللهمَ ارحمنا فإنك بنا راحم ولا تؤاخذنا بما جرت به المقادير ونسألك العفو والعافية يا أرحم الراحمين - عباد الله أن الله يأمر بالعدل والإحسان وايتاد ذي القربى وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون اذكرو الله العظيم يذكركم واشكُروه على جزيل نعماه يذدكم ولذكر الله أكبر ولله يعلم ما تصنعون.
إعداد د. برير الرضي محمد تيراب
[email protected]
كورونا - التوبه
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع