رسالة الهدي الي طالب العلا لا تعيق أباك الثاني ♧معلمك♧
شادية عبدالله بابكر علي | Shadia abdallh Babekr Ali
06/10/2022 القراءات: 2201
بسم الله أبدا وعليه أتوكل وبه أستعين وأصلي وأسلم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين .
عن أبي هريرة رضي قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :( إنما أنا لكم بمنزلة الوالد أعلمكم .....) .
العلماء ورثة الأنبياء فهم آباء معنويون لتلاميذهم ينقلون إليهم عصارة أذهانهم وأفضل معارفهم وخلاصة تجاربهم ؛ فكما لا يليق بإنسان أن يجحد فضل والديه عليه ، ويسير بين الناس شاهراً عيوبهم متحدثاً بنقائصهم تابعاَ زلاتهم ؛ كذلك لا يليق بطالب العلم أن يجحد حق شيخه ومعلمه ومربيه عليه ، ويتحدث بين العوام بما خفي لديهم من زلاته ونقائصه ويظهر التعالي عليه والنيل من شخصه لا لشئ سوي أن يصبح طالب علم ( عاق) ظنَّ بعد أن بلغ مبلغاً كافياً من المعرفة والعلم أن قد فاق شيخه في المكانة بين الناس والقدر والمكانه بتعالي دال علي جهله ؛ كما الشاعر :
إنَّ الزرازيرَ لمَّا طار طائُرها ...... توهَّمت إنها صارت شواهينا
فتناسي أن المقام الأعظم والفضل والقدر الذي هو فيه يعود إلي أبيه ومعلمه الذي علمه ورباه .
نعم ليس هناك أناس معصمون سوي الأنبياء والرسل صلوات ربي وسلامه عليهم ؛ وكل بني آدم خطاء ، والعلماء والمشايخ بشر يصيبون ويخطؤن بلاشك ؛ ولكن يبقي لهم الفضل الأعظم بين الناس عامة وعند طالب العلم خاصة ؛ لانهم من يصنعون العقول ويربون الأنفس وينمو الأفكار وبهم ترتقي الدول الي معين سلم الرقي والحضارات .
ولهذا كان السابقون من طلبة العلم يحتملون جفوة المشايخ ويصبرون علي قسوتهم لأنها قسوة
والد رحم بطالبه ، ويتغالفون عن زلاتهم وإساءتهم ، حتي كان بعضهم يتصدق بما يملك من مال أو زاد وهو في طريقه إلي مجلس شيخه ، وهو يلهج بالدعاء : " اللهم استر عيب معلمي عني ولا تذهب عني بركة علمه ) ؛ وكانوا يتأولون حسن النية وصفاء القلب جميع أخطاء المشايخ من أقوال وأفعال بتأويلات حسنة جميلة .
وإن أحسواء ولو مقدار ضئيلا ، من جفاء المعلم أسرعوا بالإعتذار اليه ، ورجوه الصفح والغفران ، وأظهروا أن الذنب ذنبهم ، والعتب عليهم لا عليه ؛ ولهذا أتخذ أهل العلم السابقون القول المأثور : ( من لم يصبر علي ذل التعلم ساعة عاش عمره ف عماية الجهل ) ؛ دليل لهم في مسالك التعلم .
والذي صار في هذا الزمان التي حلت فيه الفتن وكثرت المصائب ، انقلب ⚖️ رأس علي عقب ، فصار التلميذ البسيط يسارع إلي نقد معلمه وتجريحه ناسياَ أنه صاحب الفضل بأنه أعطاه عصارة جهده ووقته ورآحته وما يخفي علي الطالب الكثير ؛ فالفضل كل الفضل للمعلم وأن لحوم العلماء مسمومة فالأولي لطالب العلم أن يدعو له ويذكر إحسانه عليه وعظيم فضله ومكانته تجاهه .
أخي وأختي طلاب العلم : أعلم أن عدالة الله مطلقة ، وأنه هناك سمات عظيمة للتعامل والتبادل ذكرها القران بين البشر فيما بينهم فضلا عن المعلم قال سبحانه وتعالي :(هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) ، ولقد حذر من سوء عاقبة العقوق ونكرآن الجميل والإساءة إلي المحسن .
فمن آثار عقوبة العقوق وهضم الحقوق والتعالي علي المعلم زوال النعمة التي هي أعظم نعمة أنعم الله بها علي الناس وذهاب البركة ، فالطالب العاقل لا يغتر بعلمه ولا يتفاخر بمقامه فضلاً علي من علمه ورباه وأدبه وحفزه وشجعه وسهر من أجله ؛ كما أن الأب هو النسب والنطفة والبدن ، فإن معلمك وشيخك هو الأب المعنوي والروحي فالأبوة المعنوية لها حق الشرف بأنه غرس في عقلك ونفسك بذور العلم والمعرفة ، فأصبحت أشجار وآرفة الظلآل ؛ وأعطاك ساعات طويله أقتطعها من حياته ليهبك ثوب العلم والمعرفة وهو منشرح الصدر مرتاح الضمير .
اللهم أجعلني لمعلمي من الأوفياء وقني شر فتن الزمن .
أجمل الصفات حفظ جيميل معلمك اتجاهك
يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع