مدونة الدكتور/ معتز يوسف أحمد أبوعاقلة


الأسباب الاقتصادية لهجرة الكفاءات للخارج

د. معتز يوسف أحمد أبوعاقلة | Dr. Mutaz Yousif Ahmed Abuagla


02/08/2020 القراءات: 4486  


الأسباب الاقتصادية لهجرة الكفاءات للخارج
إن فشل خطط التنمية الاقتصادية في معظم الدول النامية وعجزها عن تحقيق معدلات نمو عالية يجعل من الصعب علي اقتصاديات تلك الدول أن تستوعب الأعداد الكبيرة من الخريجين، ومع تزايد أعداد الخريجين وبقاء الأوضاع الاقتصادية متخلفة تقل إمكانية الاستفادة من الكفاءات العلمية، مما يدفع بالأعداد الكبيرة منهم إلي البحث عن أماكن أخري تتوفر فيها ظروف أفضل لتنمية القدرات الذهنية وتحقيق مستوي معيشي أفضل يتشجع علي الاستقرار ويترتفع إلي تطلعاتهم

وبالتالي فإن ظروف التخلف الاقتصادي الذي تعيشه الدول النامية يؤدي إلي عجز في الإمكانيات المادية والتي تستلزمها عملية البحث والدراسة وتحرم الأساتذة والطلاب من استخدام أحدث الوسائل العلمية والأدوات التكنولوجية في البحث والدراسة ،وبالتالي فان النظام التعليمي في تلك الدول لا يقوم بتدريب الأيدي العاملة والتي تستلزمها عملية التنمية الاقتصادية والتي لا يقوم البحث العلمي بدونها وبالتالي تقل الدخول وتسوء أحوال العمل وتزداد الهجرة.
ونجد أن مقدار ما يحصل عليه الأستاذ الجامعي من عائد مادي لا يكفي لمنحه الحد الأدنى من الشعور بالاستقرار النفسي والتفرغ لمجالات البحث والدراسة، لذا فان نسبة الهجرة من الأساتذة الجامعيين في تزايد مستمر فى معظم الدول الناميه وذلك لتوفر الشروط المجزية للعمل والبيئة التعليمية الممتازة بالخارج،
بالإضافة إلي العروض المغرية التي تقدمها الدول المتقدمة لكل متميز ومبدع والتي تتمثل في المال والمنصب والوضع الاجتماعي وكثير من المميزات الأخرى التي لا يحلم بها الأستاذ الجامعي في وطنه.
أضف إلي ذلك بعض العلماء يعانون من انعدام تخصصاتهم حسب مؤهلاتهم كعلماء الذرة وصناعة الصواريخ و الفلك وغيرهم من أصحاب التخصصات النادرة الأخرى من مختلف الكفاءات العلمية وبالتالي يجدون أنفسهم عاطلين عن العمل حيث لا يجدون عملاً يناسب تخصصاتهم العلمية مما يدفعهم للهجرة
ومعظم الدول النامية لا تستطيع حسب إمكانياتها المادية الضعيفة أن تصنع مثل هذه الصناعات مما يضطر مثل هذه الكفاءات للهجرة إلي الدول الصناعية والمتقدمة.


الهجرة - الكفاءات


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع