مدونة احمد ضاري نصيف جاسم المشهداني


أدلة عقلية ونقلية لتقارب الدين والأدب

احمد ضاري نصيف جاسم المشهداني | Ahmed dhari naslf


13/04/2020 القراءات: 3834  


لقد تحدث الباحثون كثيراً عن وضع الشعر في العصر الإسلامي وفي عصر النبوة بصورة خاصة .. وبنو عليه نتيجة اسموها بضعف الشعر لأن الإسلام في نظرهم قد هجا الشعر ، وهذا ادعاء غير صحيح ، وتفسير بغير محله فما كان قوله عز وجل ( وما هو بقول شاعرٍ قلايلاً ما تؤمنون ) إلا رداً لمن لا يؤمن بالرسول الكريم وينسب إليه الشاعرية ، وقد أعلن الجاحظ باستنتاجٍ منطقي عدم تحريم ال،عر أو تهجينه بقوله : فإذا وجب أن الكريم غير محرم ، ويمكن أن نعتبر ما قدمناه آنفاً دليلاً لتقارب الدين والشعر .
اما الدليل العقلي فيمكن القول إن الدين والأدب غايتهما واحدة لأن غاية الأدب الامتاع والإفادة والحرص على بناء مجتمع أفضل وغاية الدين لا تخرج عن إسعاد البشرية واستمتاعها بحياتها وسيطرة المثل الفاظلة والتهيئ لعالم آخر أفضل .
كذلك أن غرض الأدب إستعراض الجمال بصورة موحية ومؤثرة والدين أيضاً يخدم الجمال ويرعاه فكلاهما يدعوان إلى التجمل والتزيين في الكثير من الأمور فعقلياً ليس هناك تعارض بينهما .
ولا أشهر قصيدة مدح قبلت في رسول الله (صلى الله عليه وسلم )قصيدة (بانت سعاد) اكتب بن زهير والتي قلدها الشعراء على مرّ العصور، وبدأها الشاعر بالنسيب الخالص، ومن ثمِ وصف الناقة وبعدها انتقل إلى مدح الرسول ، وهذا دليل على عدّم وقوف النبي بوجه شعراء الغزل، ولا في وجه الشعراء ، وإنما كان يريد أن يتحول الشاعر بشاعريته من شاعر قبيلة إلى شاعر أمة يوظف شعره في خدمة المجتمع .


الدين _ الأدب


يجب تسجيل الدخول للمشاركة في اثراء الموضوع