عنوان المقالة:الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأثره في حياة الأمة
د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت | DR. essam abdrabeh mohamad mashaheet | 26401
نوع النشر
أخرى
المؤلفون بالعربي
د. عصام عبد ربه محمد مشاحيت
الملخص العربي
لا يخفى على كل ذي لُب أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومكانته في الشريعة الإسلامية، قال تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (سورة آل عمران: 104). قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- : “إن موضوع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موضوع عظيم، جدير بالعناية؛ لأن في تحقيقه مصلحة الأمة ونجاتها، وفي إهماله الخطر العظيم والفساد الكبير، واختفاء الفضائل وظهور الرذائل، وقد أوضح الله – جلا وعلا – في كتابه العظيم منزلته في الإسلام، وبين سبحانه أن منزلته عظيمة، حتى إنه سبحانه في بعض الآيات قدمه على الإيمان، الذي هو أصل الدين وأساس الإسلام، كما في قوله تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (سورة آل عمران: 110). ولا نعلم السر في هذا التقديم، إلا عظم شأن هذا الواجب، وما يترتب عليه من المصالح العظيمة العامة، ولا سيما في هذا العصر، فإن حاجة المسلمين وضرورتهم إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شديدة؛ لظهور المعاصي، وانتشار الشرك والبدع في غالب المعمورة، وقد كان المسلمون في عهده -صلى الله عليه وسلم- وعهد أصحابه وفي عهد السلف الصالح يعظمون هذا الواجب، ويقومون به خير قيام، فالضرورة إليه بعد ذلك أشد وأعظم، لكثرة وقلة العلم وغفلة الكثير من الناس عن هذا الواجب العظيم وفي عصرنا هذا صار الأمر أشد، والخطر أعظم، لانتشار الشرور والفساد، وكثرة دعاة الباطل، وقلة دعاة الخير في غالب البلاد كما تقدم، ومن أجل هذا أمر الله سبحانه وتعالى به، ورغب فيه، وقدمه في آية آل عمران على الإيمان، وهي قوله سبحانه وتعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}، يعني أمة محمد -صلى الله عليه وسلم-، فهي خير الأمم وأفضلها عند الله، كما في الحديث الصحيح، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال [أَنْتُمْ تُوَفُّونَ سَبْعِينَ أُمَّةً أَنْتُمْ خَيْرَهَا وَأَكْرَمَهَا عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ] (أخرجه أحمد في مسنده (19513) ، والترمذي (2927)، وقال هذا حديث حسن).(مجلة البحوث الإسلامية، العدد 28 ص: 6).
الملخص الانجليزي
وقد اختار الله تعالى أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- للقيام بهذه المهمة الكبرى، ووصفهم بأرقى وأعظم وصف يؤهلهم للقيام بهذه المهمة الكبرى، قال تعالى: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم ۚ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} (سورة آل عمران:110.( فخيرية هذه الأمة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمحافظتها على ما وصفت به، وبقيامها بما كُلِّفت به من الله تعالى، وقد أنذر الله تعالى الذين تخلوا عن هذا الأمر كليا أو جزئيا قال تعالى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ ۚ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ” (سورة المائدة : 78 ، 79 )، وبشر الملتزمين به والقائمين عليه، قال تعالى: ” فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ} (سورة الأعراف: 165( فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو شريعة من الشرائع التي أوجبها الله على الأمم كلها، وما ذاك إلا لعظيم شأنه وأهميته في الحفاظ على المجتمعات من الانحرافات العقدية والفكرية والأخلاقية.
تاريخ النشر
27/08/2019
الناشر
جريدة الأمة الالكترونية
الصفحات
0
رابط الملف
تحميل (835 مرات التحميل)
رابط خارجي
https://al-omah.com/%d8%af-%d8%b9%d8%b5%d8%a7%d9%85-%d9%85%d8%b4%d8%a7%d8%ad%d9%8a%d8%aa-%d9%8a%d9%83%d8%aa%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85%d8%b1-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b9%d8%b1%d9%88%d9%81-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%86/#.XWTOi94zY2x
الكلمات المفتاحية
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
رجوع