ظهر قديماً العديدُ من الفِرَق والطوائف مثل "الخوارج" و"الجهمية" والرافضة" و"المعتزلة"...، التي ذهبت إلى إنكار السنة النبوية وقيمتها التشريعية بدوافع مختلفة وأغراض متعددة، ولكن لم يُكتَب لها البقاء لطويل الأمد حيث انتهى وجودها بنهاية القرن الثالث الهجري. ولكن استيقظت تلك الفتنةُ من جديد في هذا العصر مِن قبيل بعض عَبِيد الفكر الغربي، الذين حاولوا اغتيال السنة النبوية والإجهازَ عليها بكلِّ ما استطاعوا من قُوَّة، وما مَلَكوا من حيلة، فمِنهم مَن تولَّوا حملات التشكيك في ثبوت السنة، أو في الرواة المشاهير كأبي هريرة رضي الله عنه. ومِنهم مَن حَمَلوا لواءَ الطَّعنِ في حُجِّيَّتها ومصدريتها لتشريع الإسلام وتوجيهه زعماً منهم أنهم استغنوا بالقرآن الكريم عنها!. وقد ظهرت تلك الفتنة في بلاد القارة الهندية إبان الاستعمار البريطاني ونشطت فيها بدعم كامل منه، ووقف عليها بالمرصاد علماءُ هذه البلاد الغيورين على السنة النبوية، وقاوموها مقاومةً شديدةً، وبذلوا في القضاء عليها جهوداً كبيرةً أثمرت فيما بعد نتائجَ طيبةً حيثُ خفَّ تأثيرها إلى حدّ كبير. وهذا البحث الذي في صدد تعريف تلك الفتنة فإنه يشتمل على مبحثَين، أولهما: في تاريخ "فتنة إنكار السنة" في القارة الهندية وأبرز أصحابها. والثاني: في تعريف جهود علماء الهند في الدفاع عن السنة والرد على منكريها من خلال الكتابة والتأليف. والخاتمة، التي تشتمل على أهم نتائج البحث وتوصيات الباحث.
تاريخ النشر
29/06/2015
الناشر
مجلة "الحديث" العلمية المحكَّمة، الصادرة عن معهد دراسات الحديث الشريف (إنهاد) في الكلية الجامعية الإسلامية العالمية بسلانجور (كويس) ماليزيا.
سيد عبد الماجد الغوري | SYED ABDUL MAJID GHOURI | 15943